وسط فشل سياسي واقتصادي، تسبب في انتفاضة عارمة ضد فساد النظام الإيراني، علق مسؤول إيراني فشل إدارته على تدخلات المملكة العربية السعودية، غافلا نهج المملكة في عدم التدخل في شؤون الدول المجاورة، ومتناقضا مع الأسباب الحقيقية للاحتجاجات، ومع ما يشيعه النظام من مزاعم قوة تمنع اختراقه .

وكان الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أشار في تصريحات إعلامية إلى تدخلات السعودية في الأحداث الأخيرة في إيران، مشيرا إلى أن الهاشتاقات التي تم إطلاقها مرتبطة بالسعوديين، مهددا بتوجيه الرد إلى المملكة.

ونقلت وكالة «ايسنا» عن شمخاني قوله، إن المشكلات الاقتصادية لا تختص بها إيران وحدها، وإنه لا يوجد مكان في العالم دون مشكلات، مبينا أنه ضمن الأسباب الداخلية لهذه الاحتجاجات في الشوارع، كان استياء بعض شعب إيران من الأوضاع الاقتصادية، والسبب الآخر كان عدم رضا الشعب عن تصرفات وسائل الإعلام الداخلية.

ذكر مراقبون أن تصريحات شمخاني مليئة بالتناقضات الجوهرية، لا سيما أن انتفاضة الإيرانيين جاءت على خلفية فساد النظام، وزيادة عدد الفقراء والمهمشين، إلى جانب انتهاك حقوق الإنسان، في وقت توجه الحكومة الإيرانية معظم ميزانيتها إلى الميليشيات المسلحة في الخارج، للبحث عن نفوذ في العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين.



اضطهاد كل المكونات

قال المراقبون، إن ضمن المتناقضات ما يحاول النظام الإيراني تصويره بأن المظاهرات تعبير عن الوضع الاقتصادي وحسب، مؤكدين أن هذا تضليل كبير، إذ إن هناك شعوبا كثيرة لديها مصاعب اقتصادية، لكنها لا تنتفض، وقالوا إن ما يتعلق بالنموذج الإيراني يرتبط بمظالم عميقة داخل المجتمع الإيراني، واضطهاد لكل المكونات، وبسبب تورط إيران في حروب بكل مكان في العالم.

وأشار المراقبون إلى تورط النظام الإيراني في جرائم القتل والإرهاب في سورية والعراق ولبنان واليمن، له ارتداد أخلاقي، فلا يمكن للدولة التي تقتل ألا ترتد عقيدتها الإجرامية على بنيتها الداخلية، لافتين إلى أن ثورة الخميني قدمت نفسها بأنها ثورة تصحيح وتغيير، وتورطت في مشاريع فوضوية.



مظالم داخلية

عدّ المراقبون اتهام النظام الإيراني للمملكة بأنها تدير هذه الثورة والمظاهرات والاحتجاجات، اتهاما جائرا جدا، لأن المملكة في الأساس لا تتدخل في شؤون الآخرين، وهذه الاحتجاجات تعبير عن مظالم داخلية متراكمة منذ عام 1979، مشيرين إلى أن عدد الإيرانيين الذين خرجوا من إيران، من طبقة المتعلمين ورجال الأعمال، كبيرٌ جدا، خلال العقدين الفائتين، ومن المتوقع مع هذه الأحداث حدوث هجرات جديدة، تخوفا من سقوط النظام نهاية المطاف.