ظروف متشابهة تغلّف مسيرة فريقي الأهلي والهلال في الربع الأخير من الموسم الحالي. الفريقان يتنافسان على بطولة الدوري، والفارق النقطي قليل، إذ قلص النصر النسبة في نزال الرياض الأسبوع الماضي، بقدر ما فعل الاتحاد مع جاره في الجولة قبل الماضية. وفي خضم الصراع للإمساك باللقب، يدخل الفريقان مقارعة أخرى تتمثل في المشوار الآسيوي، بمعنى أن كل فريق يفرز الجهد ذاته محليا وخارجيا، وإن كان الأهلي أيضا يطل من نافذة أخرى، باعتباره أحد الأضلاع التي وصلت إلى دور الثمانية في مسابقة كأس الملك، وبالتالي يقاتل على 3 جبهات قد تستنزف منه جهدا مضاعفا.

لن أستطرد كثيرا حول مستقبل الفريقين اللذين يملكان كوكبة من النجوم المتوقدة على صعيد الأجانب والمحليين، وتحتاج إلى مهارة تدريبية لتسخيرها، وما أخشاه عدم قدرة «الأوكراني والأرجنتيني» على رسم الإستراتيجية الفنية التي تكفل المواصلة نحو المقاعد المتقدمة، وإن كان غول الإصابة يفتك بالهلال بشكل أكبر من الأهلي الذي يفتقد هو الآخر السومة، وربما لن تسعف الظروف البدلاء لتقديم الصورة ذاتها التي كان يجسدها الهداف الماهر.

يتعين على مدربي الأهلي والهلال الاستفادة من كمية العناصر الأجنبية في مواجهات الدوري، وإراحة المحليين للاستحقاقات الخارجية، باعتبار أن هناك 3 لاعبين إلى جانب المواليد سيغيبون عن المباريات الآسيوية، في حين سيوجدون بقوة في محك سباق النقاط، ومن سيقرأ خارطة الطريق بعناية، سيظفر بالمكاسب.

الآسيوية التي لاحت خطواتها الأولى تحتاج إلى حبكة تكتيكية، والأهم عدم المبالغة في المغامرة الهجومية، والتوازن مطلوب، والعمل على كسب اللقاءات التي تدور رحاها على أرض الفريق، والمهم ألا يخسر في ملعب الخصم، وتلك قاعدة من يجيد تجسيدها على أرض الواقع سيحقق مراده.

عموما، مدرب الأهلي أسهم في إخراج فريق في محطة الثمانية الموسم الماضي، ودياز فشل في العراك الأخير. فهل يستفيدان من درس الأمس لصراع اليوم، فمن ينجح في التجربة الثانية؟.