أكدت مصادر سياسية لبنانية على ضرورة عودة إيران إلى داخل حدودها في الأمن والعسكر والإنفاق المالي، مشيرة إلى أن «الاستثمار في الحروب وقتل شعوب المنطقة لم يشكّل ضمانة لها، بل بالعكس ولّد شعورا بالغبن لدى شرائح واسعة من الشعب الإيراني».

في هذا السياق، رأى الأمين العام الأسبق لـ«حزب الله» الشيخ صبحي الطفيلي أنه «لا يجوز تعريض إيران للتدمير كما حصل في سورية للحفاظ على قيادتها الفاشلة». وقال الطفيلي، عبر حسابه على موقع «تويتر» أول من أمس: «يجب أن ترحل القيادة العجوزة العاجزة خدمة وحدة إيران ومستقبلها».

جاء ذلك على خلفية الاحتجاجات الإيرانية ضد نظام الملالي في إيران، التي واجهتها الحكومة بالعنف، مما خلف سقوط مئات القتلى والجرحى، وقوبلت تلك الإجراءات برفض دولي وتنديد المنظمات العالمية.

وكان حزب الله قد تأخر في إعلان موقفه مما يجري في إيران، إلى أن ظهر الأمين العام للحزب أول من أمس في مقابلة تلفزيونية، مؤيدا لكلام المرشد علي خامنئي، الذي اعتبر أن المتظاهرين عملاء للخارج، وموجها الاتهامات للولايات المتحدة وإسرائيل في تحريك الاحتجاجات في الداخل الإيراني. وزعم نصر الله أن «محور المقاومة مؤلف حاليا من إيران وفلسطين وسورية ولبنان»، مشيرا إلى التحضير لانتفاضة ثالثة بالأراضي الفلسطينية.


استحالة النأي بالنفس

عد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد أن إعلان «حزب الله» عن تنسيق مع الفصائل الفلسطينية والتحضير لانتفاضة ثالثة، يؤكد اتخاذ الحزب سياسات بعيدة عن الدولة اللبنانية ودون مشاورة اللبنانيين، كما يجعل برنامج رئيس الحكومة سعد الحريري «النأي بالنفس» مستحيلا، وتساءل سعيد «بأي حق يقرر نصر الله استخدامنا أكياس رمل في وجه إسرائيل، حتى ولو كنا جميعا نعتبرها عدوا؟ وبأي حق يقرر مكان وزمان ومدة وأهداف استخدامنا؟»، وأكد سعيد أن «كلام نصر الله أنهى ما تبقى من الدولة».


تهاوي الأيديولوجيات

قال المحلل السياسي والناشط الحقوقي من فلسطينيي لبنان، أنيس محسن، «إن التجارب مع الدول الأيديولوجية وذات الطابع الأمني أثبتت أنها تتهاوى مرّة واحدة وكبناء كرتوني، مهما علا شأنها وراكمت من عناصر القمع، مشيرا إلى أن هذا ما حدث مع المارد العالمي والقطب الثاني في الحرب الباردة، الاتحاد السوفيتي السابق، وما كان يسمى منظومة الدول الاشتراكية».

وأشار إلى أن كلام نصر الله يندرج تحت قائمة من يتقاضون أجرا عن مواقفهم المؤيدة للنظام في إيران، لافتا إلى أن إيران تعمل على استخدام ورقة فلسطين لتغطية فشلها، خاصة أنها تعاونت مع الولايات المتحدة في العراق وسورية، والآن تتهمها بأنها وراء الاحتجاجات.


 تداعيات انتفاضة الإيرانيين في لبنان



  • تعاطف اللبنانيين مع مطالب المحتجين

  •  رفض الإجراءات التعسفية لحكومة طهران

  •  مخاوف من توريط لبنان في مواجهات إقليمية

  •  تنديد بكلام حسن نصر الله المؤيد لنظام الملالي

  •  التأكيد على فشل سياسة النأي بالنفس