تواصلت أمس، وللأسبوع الثاني، الاحتجاجات الإيرانية على نظام حكم الملالي، والتي شهدت مقتل أكثر من 25 شخصاً وإصابة واعتقال المئات، فيما نشر الحرس الثوري في إيران قواته في 3 أقاليم لإخماد المظاهرات التي انتشرت في عشرات المدن.

وقال قائد الحرس الثوري، الجنرال محمد علي جعفري، إنه أرسل قوات إلى أقاليم أصفهان ولورستان وهمدان لمواجهة التظاهرات، فيما توعد قائد الجيش الإيراني الميجر جنرال عبدالرحيم موسوي باستخدام القوة العسكرية لإخماد الاحتجاجات الشعبية ضد النظام إذا لزم الأمر.



تعقد الوضع الداخلي

مع اتساع رقعة المظاهرات التي تشهدها إيران، والتي بدأت بصورة سلمية لكن قوات الأمن واجهتها بالقوة إلا أن الآلاف تحدوا السلطات وخرجوا في مسيرات احتجاجية بشوارع عدة بلدات إيرانية، وسط هتافات تقول «الموت للدكتاتور»، في إشارة إلى المرشد خامنئي. وذكرت تقارير أن الانتفاضة أضرت بمختلف القطاعات في البلاد، وأنها تهدد أمن النظام ذاته، مشيرة إلى أن الأوضاع يمكن أن تتدهور أكثر، وأن الأمور باتت معقدة للغاية، وتختلف بشكل كبير عن أي أحداث مماثلة وقعت في السابق. يأتي ذلك فيما اتهمت إيران في الأمم المتحدة، أميركا بالتدخل في شؤونها الداخلية، متناسية أن أصابعها لا تزال تحرك جماعات مسلحة داخل عدة دول، سعيا لزعزعة استقرارها وفرض نفوذها في المنطقة، وفي محاولة منها لتغطية واقع التظاهرات التي تشهدها البلاد.



تناقض طهران

حسب مراقبين فإن شكوى إيران «من التدخلات الخارجية، تأتي في وقت تتدخل هي في شؤون دول مثل اليمن وسورية والعراق والبحرين ولبنان، بل وتتباهى بسيطرتها على عواصم عربية. وقال المراقبون إن طهران ظهرت كلاعب أساسي في سورية، إذ أرسلت قوات من الحرس الثوري وحزب الله لدعم قوات النظام منذ بداية الحرب، كما يعاني اليمن من انقلاب ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، التي سيطرت على العاصمة صنعاء، وارتكبت جرائم حرب وجندت الأطفال، بالإضافة إلى عملها على تدمير اقتصاد البلاد ونهب أمواله. وفي لبنان، تزداد فجوة الانقسام في البلاد بسبب حزب الله المدعوم من إيران، كذلك الدور المتحكم الذي تلعبه إيران في مجريات الحياة السياسية والعسكرية في العراق، فضلا عما تم اكتشافه من عدة خلايا إيرانية تعمل على زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى بدول الخليج.



غضب عالمي

أكد مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة تسعى لجمع معلومات يمكن اتخاذ قرار على أساسها، قد تتيح لها فرض عقوبات على منظمات إيرانية وأفراد لهم صلة بالحملة القمعية ضد الاحتجاجات. وفي باريس، شدد الرئيس الفرنسي على أهمية استمرار الحوار مع إيران، وأنه لن يزور إيران حتى يعود إليها الهدوء وتحترم الحريات. كما عبر وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، عن قلق بلاده بشأن الموقف المتصاعد في إيران، مطالباً بتجنّب محاولة إساءة استغلال هذا الصراع الإيراني الداخلي دولياً. من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أول من أمس، عن أسفه لخسارة أرواح في إيران، داعيا إلى «تجنب المزيد من أعمال العنف».