أجمعت مراكز دراسات ووسائل إعلام فرنسية، على أن المظاهرات المشتعلة حاليا في إيران، والتي جاءت نتيجة الممارسات الخاطئة لنظام الملالي ستلقي بظلالها على تغيير إستراتيجية إيران تجاه الشرق الأوسط، بوقف تمويل الإرهاب والالتفات إلى الداخل.

وأكد مركز «فولتير» الفرنسي للدراسات الدولية والإستراتيجية، أن تلك المظاهرات الحاشدة، والتي امتدت إلى الحدود الأفغانية، تنذر بتغيرات واسعة للنظام الإيراني، إما بتغيير إستراتيجيته في المنطقة بتوفير الأموال للمواطنين، أو بمزيد من التمادي في تمويل الجماعات الإرهابية.

وأشار المركز الفرنسي إلى شعارات المتظاهرين، والتي أدانت التوغل الإيراني في المنطقة على حساب الشعب هاتفين: «لا للوجود الإيراني في غزة، ولا لبنان».


خداع روحاني

وأكد المركز أن تلك المظاهرات اشتعلت ضد الرئيس حسن روحاني، الذي وعد شعبه برفع العقوبات بمجرد التوقيع على اتفاق 5 + 1، ومع ذلك فقد تم توقيع الاتفاق ولم ينعم الشعب الإيراني، بل بالعكس، عانى مزيدا من القمع، وزادت الطبقات الثرية ثراءً، وعاشت الغالبية العظمى من الشعب في الفقر المدقع.

وأشار المركز إلى أن المتظاهرين صبوا جانبا من غضبهم على مرشد إيران علي خامنئي، لإعادة انتخاب الرئيس الذي كرس جهوده لتمويل حزب الله والنظام السوري على حساب شعبه. وندد المركز بحملة الاعتقالات الواسعة، التي شنتها قوات الأمن الإيرانية، مشيراً إلى أنه على الرغم من ذلك، فإن أعداد المتظاهرين في تزايد.


دعم الإرهاب

سلطت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية الضوء على المظاهرات التي اندلعت في الشوارع الإيرانية، ضد نظام الملالي، مشيرة إلى أنه في ظل ارتفاع الأسعار والبطالة، انتفض الشعب الإيراني مطالباً بحقوقه، من نظام روحاني، لافتة إلى أن الحرب التي شنتها دول العالم لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، استغلتها إيران للتسلل تدريجياً لبسط نفوذها في سورية والعراق، وظلت تنفق الملايين لتقود حرباً بالوكالة لإثارة القلاقل في المنطقة، بتمويل الجماعات الإرهابية، في تلك البلدان، تاركة شعبها يعاني من الفقر والبطالة.

المشروع التوسعي

أشارت صحيفة «لوموند» إلى توسع الدور الإيراني، لاسيما العسكري، في منطقة الشرق الأوسط، على حساب أمن وسلامة شعبها، موضحة

أن أداة إيران، لزرع نفوذها في الشرق الأوسط، كان الحرس الثوري الإيراني، ومليشياته، لافتة إلى أنه من جراء النفوذ الإيراني بالعراق، يعاني النظام العراقي من صعوبة دمج المليشيات الشيعية بالقوات النظامية، موضحة أنه في الوقت الراهن تزايدت الدعوات لتفكيك تلك المليشيات المسلحة حتى لا تنقلب على النظام الحاكم لصالح إيران.