وسط مخاوف من عودة عناصر تنظيم داعش من الأوروبيين إلى بلادهم بعد هزيمة التنظيم في سورية والعراق، نقلت تقارير تصريح وزير الدفاع البريطاني غافين وليامسون، الذي قال فيه إن «قتل الإرهابيين يكون أحيانا السبيل الوحيد لضمان حماية الأبرياء»، في إشارة منه إلى ضرورة القضاء على إعلان البريطانيين ممن قاتلوا في صفوف التنظيم وضمان قتلهم حتى لا يعودوا إلى بريطانيا.

وفيما وصف بعض المراقبين تصريحات الوزير البريطاني بـ«المتشددة»، قال البعض الآخر إن ما ذكره وليامسون، جاء لخطورة عودة من بقي على قيد الحياة من مقاتلي داعش الأوروبيين إلى بلادهم بعد القضاء على التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق.



رصد المقاتلين

كشف تقرير للمركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والاستخبارات صدر مؤخرا، أن الحكومات الأوروبية ستسعى للقبض على المقاتلين الأوروبيين العائدين ممن تدربوا على القتال، وسيحاولون دفع الآخرين في بلادهم للسير على خطاها، بالإضافة إلى من التزموا بالعنف الأيديولوجي من خلال تنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا.

كما كشف تقرير أعدّه منسق الاتحاد الأوروبي لقضايا الإرهاب جيل دو كيرشوف، أن 2500 مقاتل أوروبي قاتلوا في سورية والعراق، وأن الأرقام الحديثة تشير إلى أن 20% من هؤلاء قد قتلوا، و30% عادوا إلى بلدهم في أوروبا، و50% ما زالوا في سورية والعراق، إضافة إلى ليبيا، لافتا إلى أن احتمال عودتهم وشيكة إلى بلادهم مثل فرنسا وألمانيا وروسيا، وما قد يحمله ذلك من تداعيات على الأمن الأوروبي.


إجراءات متعددة

قالت تقارير إن أوروبا اتخذت عددا من الإجراءات لمواجهة خطر المقاتلين الأوروبيين العائدين إلى بلادهم، منها تشديد الرقابة على الحدود لرصد وصول أي من هؤلاء أو محاولته التسلل إلى الاتحاد الأوروبي، وتطبيق عقوبات رادعة بحقهم، مثل مصادرة جوازات السفر، وإلغاء الجنسية والمحاكمة، كذلك العمل على تنفيذ سياسة الاحتواء عبر مساعدة العائدين من سورية والعراق وليبيا على الاندماج في مجتمعهم من جديد، وتأهيلهم فكريا لنزع التوجهات الراديكالية التي زرعت في عقولهم من قبل التنظيمات الإرهابية.


تعاون استخباراتي

أوضح المحلل السياسي، جورج علم، في تصريحات إلى «الوطن»، أن ما يشغل أوروبا حاليا هو مصير الإرهابيين الذين خرجوا من عواصمها إلى سورية، وباتت عودتهم محتومة إليها، لذا بدأ تعاون استخباراتي أوروبي - سوري للتدقيق في مصير هؤلاء، والحصول على أكبر قدر من المعلومات عن تحركاتهم ومصيرهم، والكشف عن الخلايا النائمة قبل عودة نشاطها.

وأشار إلى التحالف الاستخباراتي الأميركي الروسي الأوروبي لتبادل المعلومات وقوائم تحوي أسماء هؤلاء الإرهابيين وصورهم وأماكن تواجدهم المحتملة، ومصيرهم إن كانوا قتلى أو جرحى.

وذكر علم، أنه من خلال هذه الإجراءات فإن هناك خزان معلومات واسعا يساعد في مواجهة «الذئاب المنفردة في أوروبا».