كشف رئيس أبحاث الدرن والمتفطرات اللاسلّية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور سهل بن عبدالعزيز الهاجوج لـ«الوطن»، أن التحصين ضد الدرن لا يجب أن يكون إلزاميا، مبينا أن هذا الإجراء يتسبب في وفاة مليوني شخص في العالم. وأوضح أن أكثر الأطفال عرضة للإصابة هم الذين يولدون نتيجة زواج الأقارب.




أكد رئيس أبحاث الدرن والمتفطرات اللاسلّية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور سهل بن عبدالعزيز الهاجوج لـ«الوطن»، أن التحصين ضد الدرن إلزامي، حيث تقوم الجهات الصحية بتحصين الأطفال حديثي الولادة ضد مرض السل أو ما يعرف ب«الدرن»، كاشفا أن هذا الإجراء بتسبب في وفاة مليوني شخص في العالم بسبب هذا التطعيم.

وطالب الهاجوج بإعادة النظر لهذه السياسة، مشيرا إلى أن أكثر الأطفال عرضة للإصابة هم الذين يولدون نتيجة زواج الأقارب ولا تظهر عليهم أعراض نقص المناعة ضد المرض في البداية، مؤكدا أن نسبة كبيرة من الأمراض الوراثية يؤدي بعضها إلى اختلالات مناعية، مما يجعل الأطفال عرضة للإصابة بالدرن نتيجة التطعيم.


الإصابة بالدرن

أوضح الهاجوج أن التحصين المستخدم لهذا الغرض مكون من عصيات الدرن البقري المضعف، ويؤخذ من جرثومة السل البقري، مبينا أنه مر على تطويره قرن ولا يزال يستخدم إلى الآن، لأنه لا يوجد له أي بديل، مشيرا إلى أن الأمراض الوراثية التي يؤدي بعضها إلى اختلالات مناعية تصيب الجهاز المناعي للأطفال، وتجعلهم عرضة للإصابة بالدرن بسبب التطعيم. وتابع أن من أبرز الاعتلالات عدم وجود مستقبلات للمواد المناعية التي يطلق عليها اسم «سايتوكاينز»، مؤكدا أن كثيرا من الدراسات أثبتت وجود اعتلالات لا تظهر على الطفل حين ولادته بشكل مباشر. وأضاف أن اكتشاف هذه الأمراض يتطلب فحوصا عديدة ومعقدة حتى يتم الكشف عنها، معربا عن أسفه أن هذه الاعتلالات لا تؤخذ بعين الاعتبار أثناء التحصين ضد الدرن، على اعتبار أنها نادرة، وهذا الكلام غير صحيح، وأعداد الأطفال المعتلة في ازدياد ملحوظ.




4 آلاف بالمملكة

أكد الهاجوج أن الدرن يقتل ما يقارب مليون شخص، وتظهر أعراضه على 10 ملايين شخص سنويا، مشيرا إلى أن المملكة في الواقع تسجل 4 آلاف حالة جديدة سنويا، ونصف هذه الحالات هم ممن حصنوا ضد الدرن. وذكر أنه قام بزيارة أحد المختصين بقسم جراحة الأطفال الذي أكد أنه لا يمر أسبوع إلا وتصاب حالة أو حالتان بسبب التطعيم ضد المرض الدرني. وأضاف: «إنه أمر مقلق، فالاعتلالات المناعية متفشية في المجتمع وبين أفراد الأسرة الواحدة، وكثير من الأسر تفقد أطفالها بسبب التطعيم ضد الدرن، أو إصابة الجهاز المناعي للطفل».




صعوبة العلاج

يقول رئيس أبحاث الدرن في التخصصي إن الإصابة بالدرن نتيجة التحصين يصعب علاجها بالمضادات الحيوية، لوجود مقاومة ضد أهم الأدوية المستخدمة من مجموعة المضادات المستخدمة، وفي كثير من الأحيان يضطر الأطباء إلى التدخل الجراحي، خصوصا إذا كانت الإصابة في الغدد اللمفاوية. وبين أنه عند تفشي المرض في الجسم يصعب علاجه، الأمر الذي يقود إلى وفاة الطفل، كما أن انتشار الاعتلالات المناعية هو نتيجة الاعتلالات الوراثية.




ضعف الفوائد

أوضح الهاجوج أن فوائد التطعيم ضد الدرن قد تكون ضعيفة جدا ومحدودة، مبينا أن موت الأطفال نتيجة التطعيم أو مكوثهم في المستشفيات والتدخلات العلاجية، بما فيها الجراحية، يعد أمرا مكلفا على وزارة الصحة، وطالب المختصين بإعادة النظر في هذا التحصين، ويجب ألا يعطى حتى تتضح الصورة عند كل مولود.