كشفت تقارير تركية وسورية، مؤخرا، نقلا عن مصادر أميركية مسؤولة قولها، إن هناك مساعي أميركية جادة للاعتراف الدبلوماسي للمناطق التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية «قسد»، والتي ترى أنقرة أنها ذراع وامتداد لحزب العمال الكردستاني، الخطوة التي اعتبرها مراقبون أنها بداية لتقسيم سورية مع مطلع العام الجديد، وبالتزامن مع محادثات التسوية المرتقبة في مدينة سوتشي الروسية أواخر الشهر الجاري.

وطبقا للتقارير، فإن الاعتراف الأميركي لأذرع وميليشيات حزب العمال الكردستاني يعد خطوة غير مسبوقة، باعتبار أن واشنطن تصنف حزب العمال ضمن قوائم الإرهاب طيلة عقود، فيما يحتمل أن تكون الرقة عاصمة للدولة الكردية الوحيدة، وسيتم تأسيس نحو 9 وزارات بأسماء شخصيات كردية معروفة داخل المنظمة.

ولفتت التقارير إلى وجود مساع أميركية لإنشاء مراكز صحية في منطقة عفرين التي تستعد أنقرة للدخول إليها وطرد الميليشيات الكردية، مما يعني الاصطدام السياسي بين مصالح أنقرة وواشنطن في سورية، وقد يتطور إلى الصدام العسكري.



تهديد الوجود التركي الإيراني

أضافت التقارير «إن الخطط الغربية تقضي بتسمية الدولة الوليدة باسم «دولة شمال سورية الفيدرالية»، وسيتم تخصيص نحو 30 كيلومترا لحدودها، وقد يتم الاعتراف الدولي بها، في أعقاب إعادة إعمارها وطرد مسلحي داعش منها».

ويحذر خبراء إستراتيجيون من إمكانية رفض دول إقليمية لهذه الخطوات الأميركية، بكونها تهدد الأمن القومي لها، وستكون مركزا لانطلاق الهجمات المضادة، وأبرزها تركيا وإيران.

وأوضح الخبراء أن التدخل التركي في سورية، والتقارب مع روسيا في الآونة الأخيرة، كان يصب في دحر نفوذ الميليشيات الكردية على الحدود السورية، عقب توسع نفوذها بفعل التسليح الأميركي الكبير الذي تلقته لقتال داعش.

وتخشى طهران في المقابل، التي تواجه احتجاجات شعبية غاضبة منذ قرابة الأسبوعين، تكرار السيناريو الكردي في سورية، ومطالبة العرقيات الكردية داخل إيران بالاستقلال وإقامة دولة كردية مستقلة، مستثمرين التحركات الاحتجاجية الداخلية التي كسرت حاجز الخوف وأطاحت بقدسية نظام الولي الفقيه.



تصدر المشهد

ترى تقارير أخرى، أن الخطوة الأميركية الداعمة لإقامة دولة كردية تأتي في إطار الانتقادات التي وجهت إلى واشنطن مؤخرا، حول تراجع نفوذها السياسي في سورية، لصالح الخصم الروسي، وتصدره المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، مما يعني عودة صراع القطبين بين روسيا والولايات المتحدة على الساحة السورية.

وطبقا للتقارير، فإن الرد التركي على هذا التوجه الأميركي الجديد، لا يزال غامضا، إلا أن صفقة شراء أنقرة منظومة الدفاع الروسية المتطورة S400، مؤخرا، قد يعكس المخاوف التركية من هذا التوجه.


ملامح الدولة الكردية الوليدة


  نواة عسكرية قوامها 100 ألف عنصر

  30 كيلومترا مساحة حدودها

  تسمى «دولة شمال سورية الفيدرالية»

  عاصمتها الرقة

  تتكون من 9 وزارات

  تسعى للاعتراف الدولي

 


عراقيل إقامتها


الرفض التركي الإيراني

ضعف الاعتراف الدولي

مخاوف تقسيم المنطقة مع تسوية أزمة سورية