عبدالله العطيش



إن سوء استخدام السلطة وتقييد حياة الآخرين بقيود مصطنعة ظالمة وجائرة، تدفع بالإنسان المظلوم والمضطهد إلى التدمير والتخريب والقتل لإثبات وجوده، كما أن غريزة حب السلطة والسيطرة يجب أن تحدها حدود، وإلا أدى عدم السيطرة عليها إلى حدوث ظلم واستبداد، ونحن الآن نرى ذلك على أرض الواقع، حيث يراقب العالم حالياً المظاهرات والاحتجاجات التي تدور أحداثها في إيران في الوقت الحالي، فقد خرج الآلاف بل الملايين من الشعب الإيراني منددين بالسياسة التي تتبعها الحكومة الإيرانية، حيث بات واضحاً وضوح الشمس للعالم أجمع أن وراء كل دم سائل من أرواح الأبرياء في غالبية دول العالم دولة وكيان إرهابي يدعى النظام الإيراني.

 عاشت الأمة العربية خلال السنوات الخمسين الماضية في دوامة إرهابية من تدبير وصنع الدولة الإيرانية، فالحكومة الإيرانية هي من شاركت في تقسيم وتدمير العراق بجانب الولايات المتحدة الأميركية، وهي من زرعت حزب الله في لبنان لتجعل منه دولة داخل الدولة بحجة القضاء على الدولة الصهيونية «إسرائيل»، وهي من تستقوي بها دويلة «قطر» الآن على جيرانها وأشقائها من الدول العربية، وهي من يتحدث حكامها في خطب عنترية عن محاربة إسرائيل، ولم تجرؤ أن تتفوه بكلمة واحدة حين أعلن الرئيس الأميركي «ترمب» نقل السفارة الأميركية إلى القدس، كلها نوايا خبيثة وسياسة قذرة تتبعها الحكومة الإرهابية الإيرانية باسم الدين، والدين منهم وممن عاونهم بريء.

خرج الشعب الإيراني إلى الشارع لعله يستطيع إزالة «حسن روحاني»، وتطورت نحو اتجاه أكثر خطورة ضد القيادة الدينية للبلاد، ورفع المتظاهرون شعارات ضد المرشد الأعلى للثورة «خامنئي»، وكذلك مطالبين بحلول اقتصادية بالأساس موجهة ضد الغلاء والتدهور الاقتصادي والفساد الحكومي والسياسات الاقتصادية الفاشلة لروحاني، ولكن لم تستمع الحكومة الإيرانية لشعبها ولمتطلباته، بل أخذت في التصدي للثوار استمراراً لعمليات النزيف الدموي، مما أدى إلى وقوع الكثير من الضحايا، وإحداث عمليات التخريب، وانتشار الفوضى والسرقة، وغياب تام للأمن الذي تصدعنا به الحكومة الإرهابية في خطابتها الكاذبة.

إن خط الوقاية والدفاع ضد الإرهاب هو إقامة حياة ديمقراطية في مجتمع يسوده العدل والمساواة وصد الإثم والعدوان، وهذا ما لا تعترف به الدولة الإيرانية وحكومتها، فالسياسة التي تتبعها الدولة الإيرانية هي الإرهاب، وهو الموجود في الأجندة السياسية التي تسعى لتحقيقها، فهي تريد أن ترى العالم، وليس الدول العربية فقط، في بحر من الدماء بإمضاء إيراني.

وأخيراً لا يسعني إلا أن أدعو الشعب السعودي إلى الالتفاف حول قادته وولاة أموره، حتى تبقى مملكتنا مملكة الأمن والأمان والرخاء دائماً. حفظ الله المملكة وشعبها.