يأتي قرار فيسبوك الحد من إعلانات الشركات ووسائل الإعلام على صفحات مشتركي الموقع بعد أشهر من الجدل حول هذا الموقع الاجتماعي الذي قد يخسر بذلك من عائداته على المدى القصير، لكن الأمر سيصب في صالحه على المدى البعيد.

وأكد المدير العام للموقع مارك زاكربرغ في رسالة مفتوحة نشرها على صفحته الخميس، أنه أراد إعطاء الأولوية لراحة المستخدمين البالغ عددهم ملياري شخص في العالم، مع التلميح بأن القرار مكلف للشركة.

ويأتي الإعلان بعد إقرار مؤسس أكبر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم الأسبوع الماضي بحصول «أخطاء»، وتعهده بمعالجتها في العام 2018. ويسعى زاكربرغ إلى الخروج من الحلقة السلبية التي يدور فيها موقعه منذ انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة.

وكان انتهج سياسة مختلفة تماما، ونفى في أواسط نوفمبر 2016 مسؤولية فيسبوك في نتيجة الاقتراع الرئاسي الأميركي، ووصف تلك الفكرة بأنها «مجنونة».

لكن عدة عناصر برزت وناقضت موقفه لاحقا. ويندرج إعلان الخميس في مساعي التكفير عن الذنب هذه المستمرة منذ 14 شهرا.

 المفضل في العالم

اسم فيسبوك لم يتأثر على ما يبدو بهذه السلبيات إذ كشف مسح لمعهد «نتبيس» نشر في أغسطس أنه المفضل لدى مستخدمي الإنترنت في العالم. وإذا كان إعلان الخميس أثر سلبا على سعر سهم الشركة الجمعة الذي تراجع 4,47%، إلا أن المحللين لا يشعرون بأي قلق إزاء أداء المجموعة على المدى المتوسط أو البعيد. يقول المحلل لدى مجموعة «ريسرتش غروب» براين ويزر إن «رياحا معاكسة» قد تحد من النمو على المدى المتوسط لأن تراجع الإعلانات سيؤدي إلى تراجع العائدات، لكن «هذه القرارات ستكون لصالح أداء الشركة على المدى البعيد».

وقال زاكربرغ إنه يتوقع أن يؤدي تقليل الإعلانات إلى تراجع الوقت الذي يقضيه المستخدم على الموقع، لكن محللي موقع «آر بي سي كابيتال ماركتس» يرون أن ذلك سيؤدي على العكس «إلى زيادة عدد المستخدمين مع الوقت ونشاطهم» على فيسبوك.

يعتبر العديد من المحليين أن الموقع بمستخدميه البالغ عددهم ملياري نسمة يتجاوز بحافظة عملائه كل ما عرفته الرأسمالية حتى الأن، وأنه في موقع قوة يمكنه من زيادة التعرفة التي يفرضها على المروجين أو حتى الاكتفاء بالأكثر أهمية منهم.

تذكر سوزان هوفمان المؤسسة المساهمة لموقع «اديسيون إف» الألماني للنشر المخصص للنساء أن موقع فيسبوك اتخذ هذا الخيار منفرداً دون التشاور مع أحد، وذلك ردا على رسالة زاكربرغ المفتوحة.

وأعربت هوفمان عن الأسف لأن «فيسبوك يقرر بالنيابة عن مستخدميه ما هو موات لهم أو غير موات»، وتساءلت «ماذا يمنع إبداء انفتاح وسؤال المستخدمين ما الذي يفضلونه؟».


عناصر برزت وناقضت موقف مارك زاكربرغ


أثبت موقع «بازفيد» أن المعلومات الكاذبة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة للحملة الانتخابية لفتت انتباه المستخدمين أكثر من المقالات التي نقلت معلومات صحيحة


غير الموقع بعد أقل من شهر لهجته وكثف الإجراءات للحد من الانتقادات، ولمنع نشر مضامين عنيفة بعد أن بث شاب تايلاندي بشكل مباشر جريمة قتله لابنته وانتحاره


الجدل لا يزال قائما والموقع يجد نفسه متورطا في التحقيق حول تأثير محتمل لروسيا على الانتخابات الرئاسية الأميركية


كشفت المجموعة في سبتمبر أن حسابات يتم تشغيلها من روسيا اشترت مساحات إعلانية لخلق حالة من التوتر خلال الحملة الانتخابية


أظهر موقع «برو بوبليكا»، أن المروجين يمكن أن يستخدموا معايير للفرز على فيسبوك، تمكنهم من التوجه بشكل مباشر إلى مستخدمين لديهم ميول معادية للسامية


كشف استطلاع للرأي أن الرأي العام يلوم بغالبيته موقع فيسبوك على عدم تحركه بفعالية أكبر إزاء الملف الروسي


سبتمبر سجل عدد المستخدمين شهريا زيادة بنسبة 16% على مدى عام ليبلغ 2,07 مليار شخص