أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس، تشكيل ائتلاف انتخابي باسم «النصر»، داعيا الكيانات السياسية إلى الانضمام إليه، بوصفه عابرا للطائفية، ومنفتحا على جميع المكونات العراقية، مؤكدا أن ائتلافه سيمضي قدما للحفاظ على النصر، وتضحيات الشهداء والجرحى في ساحات القتال، ومحاربة الفساد والمحاصصة بجميع أشكالها، والاعتماد على الكفاءات الوطنية المخلصة، حسب تعبيره.

وأشار العبادي إلى أن ائتلاف النصر سيعمل لكل العراقيين، ويعزز وحدة البلاد، وسيادتها الوطنية، ويصحح المسارات الخاطئة، ويحقق العدالة والمساواة بين العراقيين في الحقوق والواجبات، لافتا إلى أهمية بذل الجهود لتصحيح أخطاء الماضي.

يأتي ذلك، فيما ضم ائتلاف العبادي قيادات من حزب الدعوة الإسلامية من معارضي سياسات مواقف أمينه العام نوري المالكي، والمجلس الإسلامي الأعلى بزعامة همام حمودي، وحزب «مستقلون» بزعامة وزير النفط الأسبق حسين الشهرستاني، وتيار الإصلاح بزعامة وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، وتيار العطاء بزعامة فالح الفياض، رئيس هيئة الحشد الشعبي الحالي، فيما انضمت قوى سنية إلى التحالف الجديد، من أبرزها حزب «بيارق الخير» بزعامة وزير الدفاع السابق خالد العبيدي، وحزب «كلنا العراق» بزعامة ممثل محافظة نينوى، عبدالرحمن اللويزي، فضلا عن شخصيات سياسية من محافظتي الأنبار وصلاح الدين.



مشاركة واسعة

يشارك في الانتخابات التشريعية المقبلة، 206 كيانات سياسية، منها 73 كيانا شيعيا، و53 سُنّيا، و13 كرديا، و9 مسيحية و7 تركمانية و42 كيانا مدنيا مستقلا، في حين يمثل البقية الحزب الشيوعي، وأقلية الشبك والكرد الفيلية. ووسط بروز خلافات داخل حزب الدعوة الإسلامية بين جناحي المالكي والعبادي، بخصوص خوض الانتخابات بقائمة موحدة، أكد المحلل السياسي هشام الهاشمي، لـ«الوطن»، أن حلول الحزب لإنهاء التنافس بين الزعيمين ستصل إلى طريق مسدود، مؤكدا أن حزب الدعوة سيبذل جهوده ضمن إطار التحالف الشيعي، للاحتفاظ بمنصب رئاسة الوزراء.

ولفت الهاشمي إلى أن التحالفات الحزبية في العراق بعد عام 2003، لا تخضع لأي منطق سياسي أو اقتصادي أو ثقافي، عدا المحاصصة التوافقية، باعتبار أن الأحزاب الداخلة في التحالفات لا تكون صاحبة القرار، ولكن تقبل التحالف لخدمة أجندة الممول أو الاستجابة لضغوط بعض القوى المسلحة النافذة، وهو ما يفسر ضعف أداء وتنسيق الأحزاب المتحالفة في إدارة شؤون الدولة.