يعالج الشاب محمد (32 عاما) منذ 4 أشهر في مستشفى عسير المركزي، بعد إصابته بشلل رباعي نتيجة لتعرضه لحادث مروري، وفي مقابل غرفته تعالج والدته التي تدهورت صحتها بعد رفض المستشفى تحويله إلى مستشفى متخصص لعلاجه.

قالت فاطمة الوادعي والدة محمد لـ«الوطن»: «عندما سمعت أن ابني منوم في مستشفى عسير المركزي سارعت إلى الطوارئ، وكنت أظنه فارق الحياة، فأخبرني الطبيب أنه حي ولكن إصابته خطيرة، وعلمت أنه في غيبوبة ومصاب بشلل رباعي، فأخذت أتجول بين مكاتب المستشفى ومسؤوليه لأطلب نقل ابني إلى مكان تتوافر فيه إمكانات العلاج المتقدمة، ولكن دون جدوى».

وأضافت «بعد مرور 4 أشهر على هذا الوضع أصبت فيها بالضغط والسكري وفشل في الكليتين، وجلطة، رفض المستشفى تحويل ابني إلى المستشفى التخصصي بالرياض أو أي مركز متخصص في إصابات العمود الفقري، فانهرت، وأدخلت إلى نفس المستشفى، ونوّمت في غرفة مجاورة لابني».

وطالبت الأم بنقل ابنها إلى مستشفى أو مركز متخصص في علاج العمود الفقري. وأوضحت خديجة الوادعي «شقيقة محمد والمرافقة لأمها» لـ«الوطن»، أن أملهم في الله ثم في ولاة الأمر بعلاج شقيقها محمد، وقالت إن «ظروفنا العائلية صعبة جدا، ونعيش في فقر مدقع، وبمرض محمد فقدنا العائل الوحيد للأسرة المكونة من 6 بنات»، مشيرة إلى أن والدتها منهارة نفسيا وصحيا، ولم تعد تستطيع الحركة. وأضافت أن «مستشفى عسير المركزي لم يخاطب مستشفيات أو مراكز أخرى لنقل أخي».

يذكر أن التقرير الطبي أوضح أن «المريض تعرض لحادث مروري أدخل على إثره إلى مستشفى عسير المركزي، واتضحت إصابته بكسور متعددة في الفقرات العنقية الرابعة والخامسة، وإصابة الحبل الشوكي مع شلل في الأطراف الأربعة، وتم إجراء عملية طارئة لتثبيت الفقرات العنقية، وتعرض المريض لصدمة عصبية انعكاسية، ووضع على التنفس الصناعي، ولا يزال يعاني التهابات رئوية وإفرازات متعددة، ويحتاج إلى متابعة علاجية في قسم العناية المركزة وعلاج تأهيلي بعد استقرار حالته».

«الوطن» تواصلت مع الناطق الرسمي للشؤون الصحية بالإنابة في عسير سعيد الأحمري، والذي بدوره حولنا إلى منسق وزارة الصحة عبدالرحمن الشمراني، الذي أكد أن الرد ما زال في الإدارة المختصة.