استمرار اللاعب داخل المستطيل الأخضر تحت مؤشر واحد من ضرب المستحيلات، لأن وهج النجومية له فصول، والأكيد أن هناك مرحلة ستكشف إشكالية يتعين التوقف عندها وكتابة رسالة الوداع، وإذا لم يسطرها اللاعب بإرادته رغم مرارة القرار فسيضطر من يصفق له للهتاف ضده، والأمور في مثل تلك الطقوس مؤلمة، بأن تتحول المعادلة بهذه الطريقة، غير أنها سنة الحياة، تلك الحقيقة تتجسد بطريقة أو أخرى على نجوم الأمس الذين كتبوا أسماءهم بماء الذهب، عطفاً على الإبداع الذي جسدوه، وعندما أفل وهجهم ورفضوا كتابة السطر الأخير كانت هناك مطالبات برحيلهم، وعلى سبيل المثال لا الحصر الشلهوب وياسر القحطاني والسهلاوي، ونستثني تيسير الجاسم، الذي لا زال يمتلك ملامح من الإبداع ويقف بصلادة في ساحة الوغى، ويزاحم النجوم رغم تقدمه بالعمر، وما يقال عن تيسير هو صورة المسيليم الحارس المتجدد، أعود لنجوم الأمس فالعشق الذي كان يحيط بهم تبدل إلى حنق، وأصبح محبو ياسر والشلهوب وأيضاً السهلاوي يطالبونهم بالمغادرة.
رئيس الهلال الأمير نواف بن سعد أعلن مؤخرا عدم الرغبة في التجديد لثنائي الخبرة في الفرقة الزرقاء، وتمنى محبوهما ألا تكون الوداعية لنجمين كان يشار إليهما بالبنان خلال سنوات خلت هكذا، وبالتالي يتعين على السهلاوي الاستفادة من التجربة لأن الأيام الخوالي التي عاشها مع فريقه وكان فيها الفارس الأبرز قد تتحول للضد، وإرهاصات ذلك بدأت تلوح رغم أنه قضى مع فريقه أياما لا تنسى زهاء العقد، كان الفارس في تلك الحقبة، فهل يختار الاحتفال الكبير خلال مشاركته في نهائيات كأس العالم بإعلان الوداع أم يعود للنكوص والحفر بالصخر للبحث عن مجد وهمي في وقت لا يساعده العمر والعطاء على تحقيقه؟ وبالتالي يصبح رحيله من الطرف الآخر، كما حدث لياسر تحديداً، الذي عاش أياما خالدة تحولت إلى ظلام، ولا زالت المهلة ملكا للسهلاوي لكتابة النهاية الجميلة قبل إجباره على الخروج من البوابة الصعبة، لأن عشاق الأصفر ينتظرون موهبة جديدة تعيد مراسم الفرح في خارطة فارس نجد.