حذرت وزارة البيئة والمياه والزراعة من استخدام مياه الصرف الصحي في ري المزارع، وأكد المتحدث الرسمي للوزارة عبدالله أبا الخيل لـ«الوطن» أن الوزارة طبقت نظام المخالفات على عدد المزارع التي ضبطت وهي تروى بمياه الصرف الصحي، وأوقعت غرامات على عدد من المزارعين المضبوطين بقيمة 250 ألف ريال لكل مزرعة.

وأضاف أبا الخيل أن لجنة خماسية من الجهات الرسمية تشارك وزارة الزراعة في إيقاع العقوبات عند ضبط المخالفة والري بمياه الصرف الصحي، وتستمر اللجان الخماسية بعملها الدوري بالمناطق التي تشتمل على مزارع في مختلف مدن المملكة.



مخاطر صحية

يوضح الخبير الزراعي والمدير التنفيذي للجمعية التعاونية الزراعية بالشيحية بالقصيم عبدالله البصير أن مياه الصرف الصحي غير المعالجة إذا ما استخدمت في ري المزارع لها جملة من الأضرار، حيث تحتوي مياه الصرف الصحي على الماء بنسبة

 99,9 %، بالإضافة إلى احتوائها على كميات صغيرة من المواد العائمة والذائبة العضوية وغير العضوية، والملوثات التي تشكل الخطر الأكبر والمسببة للأمراض، ومنها الفيروسات (الفيروسات المعوية والبكتيريا والسالمونيلا، الكوليرا والديدان والطفيليات وغيرها)، وقد تحمل مياه الصرف نسبا مرتفعة أو منخفضة من الفيروسات، وتتمكن الميكروبات من البقاء على قيد الحياة في التربة أو على أسطح المحاصيل لفترات طويلة من الوقت إلى أن تنتقل بعد ذلك للإنسان أو الحيوان، وقد ‏تحتوي على ميكروبات وملوثات كيماوية، ويشكل الري بالصرف الصحي مخاطر على صحة المزارعين والعاملين في قطاع الزراعة.



 15 مرضا

تحمل مياه الصرف الصحي أكثر من 15 مرضا خطيرا نتيجة اختلاطها بالكائنات الحية والدقيقة، كالطفيليات والفيروسات والمعادن الثقيلة والمواد السامة التي تستخدم في النظافة، وتزداد خطورة الري بمياه الصرف الصحي عند اختلاطها ببقايا مخلفات المستشفيات.

ويرى الخبير الزراعي عبدالله البصير أن ري الورقيات والدرنات بمياه الصرف الصحي يعاقب عليه النظام، ولكن يمكن الاستفادة من ري الحدائق وأشجار الشوارع بالمياه المعالجة ثلاثيا، وقد أوصت بها وزارة البيئة والمياه والزراعة، مشيرا إلى أن خطر ري المزارع بمياه الصرف الصحي لا يمكن في ضررها فقط، بل يتجاوزه إلى خطر تلوث مياه الشرب، ويكون هذا عبر تسربات الصرف الصحي، وطفح المجاري واختلاطها في بعض الأحياء بمواسير مياه الشرب، مما يؤدي إلى التلوث وانتقال الميكروبات للأطعمة والمشروبات.