عايض الميلبي



تأمل معي نتيجة العملية الحسابية (1+1=0)، الطالب في الصفوف الأولية يعلم أن ناتج هذه المعادلة الرياضية السهلة (2)، وليس (0)، هذا في حقل الحسابات التي لا تقبل الزيادة والنقص، ولا يختلف اثنان في حاصل الجمع هذا، حتى الأمي الذي لم يلج دور العلم يعي ذلك جيدا، لكن هذه المعادلة تصبح صحيحة ومقبولة حينما تخرج من عالم الحسابات المنطقية، إلى عالم الدنيا وتقلباتها، فالمحصلة النهائية قد تساوي (0)، وقد تكون (22)، وقلما تصبح (2)، وفي أسوأ الحالات تأتي النتيجة سالبة، وبمعنى آخر بعيدا عن تعقيدات المعادلات، من يخطط لأمر ويسعى لتحقيقه هو أمام أربع احتمالات، أولها: حصوله على مراده ومنيته كما توقع، وثاني الاحتمالات: عدم حصوله على شيء، أما الاحتمال الثالث: فيتمثل في وصول هذا الإنسان لمستوى يفوق توقعاته بكثير، والاحتمال الأخير وهو الأسوأ: تعثر الخطط والدخول في دوامة مشاكل لا نهاية لها.

 وحتى يتضح ما سبق من شرح نأخذ بعض الأمثلة، شخص ما يبدأ مشروعه التجاري، وهدفه الذي يصبو إليه الربح المادي، لكنه في نهاية المطاف يتعرض لخسائر تجعله يعدل عن مشروعه ويغلق أبوابه، بينما صديقه دخل ذات المشروع وحقق أرباحا مادية كبيرة، إذن الأهداف متشابهة بيد أن النتائج متباينة، وقس على ذلك، طالب يحلم بدراسة تخصص معين غير أن ظروف الحياة تقف حائلا دونه، وصديق يتمنى العيش قرب صديق العمر، لكن الحياة قد تبعدهما عن بعضهما، وبمواصلة طرح الأمثلة نقول: هناك من يغيبهم الموت عنا، فيحدث لمعادلتنا الحياتية خلل يحول معطياتها نتائج سلبية، وثمة زوج أو زوجة كان أحدهما يعتقد أن حياته الزوجية ستكون سعيدة، وبعد حين يشعر أن يومياته أضحت جحيما لا يطاق، وعلى أي حال أي مشروع في حياتك يفشل دون أن يدخلك في خسائر فهو يمثل (1+1=0)، أما إذا أدى إلى خسائر مادية أو نفسية أو اجتماعية أو غير ذلك فمعادلته (1+1=-22)، وفي حال كانت النتيجة (1+1=2) فذاك يعني أن الأمر أتاك كما أردت، وأخيرا معادلة المحظوظ الذي يجني أضعاف ما تمنى هذه صيغتها (1+1=22) لاحظ الفرق بين معادلة السعادة والتعاسة إشارة سالب (-).

 ختاما، حاول قدر الإمكان أن تفكر مليا قبل الشروع في أي خطوة، وإذا قررت فتوكل على الله، وضع في الحسبان أن ثمة نتائج سوف تظهر أمام عينيك؛ لذا لا تضع في طرف المعادلة الأيمن أي عامل يُحتمل أنه يؤثر على النتائج المستقبلية بشكل سلبي، واعلم أن معادلة الحياة يصعب جعل نتيجتها وفقا لهواك ومرادك؛ ولهذا ترى الهموم تُغلف مجمل حياة ابن آدم، مهما حاول التمرّن عليها وإبداء علامات الفرح أمام عامة الناس.