أكدت التشكيلية العمانية شيماء المغيري لـ«الوطن»، أن 3 تشكيليين فقط ممن يمتلكون موهبة وإتقان الرسم بالرمال في الوطن العربي، فيما تزخر العديد من الدول الأوروبية بالتشكيليين والتشكيليات المتخصصين في الرسم والأعمال الفنية بالرمال (هي من بينهم منذ أكثر من 8 أعوام، واثنان آخران فقط)، موضحة أنها اكتسبت موهبة الرسم بالرمال من خلال مشاهدتها المستمرة المقاطع الفيديو على اليوتيوب.


21 لوحة خلال 27 دقيقة

 


العمانية المغيري التي تقيم في دولة الإمارات أبهرت زوار وزائرات بينهم (تشكيليون وتشكيليات) معرض عبير للفنون التشكيلية في مهرجان تسويق التمور المصنعة بالأحساء، تحت شعار: «ويا التمر.. أحلى 2018م»، بموهبتها في الرسم بالرمال، حينما استطاعت إنجاز أكثر من 21 لوحة تشكيلية (متداخلة) بالرمال خلال 27 دقيقة فقط، طرحت فيها رسومات لمجموعة من المعالم التراثية والحضارية للأحساء، بالإضافة إلى شعاري رؤية المملكة 2030، وشعار مشروع «نيوم»، باستخدام اليدين، وكمية من الرمال الناعمة.  وأبانت المغيري لـ«الوطن» أن الرسم بالرمال هو عرض مرئي مباشر، تطرح من خلاله قضايا وقصصا ولوحات تعبيرية، وكل لوحة تمزج فيها عدة أفكار، ومنها التحول إلى عدة صور أخرى من نفس المشهد، ويصاحب ذلك مؤثرات صوتية، تعطي المشاهد انطباعا واقعيا لمشاهد اللوحة، حتى إنها تتحول إلى لوحة متسلسلة، بمشاهد فيديوية.

 





رمال صحاري الخليج

 


قالت المغيري إنها تتعامل مع لوحة ملموسة بالتصوير ومشاهدتها عبر الشاشة، وأقصى فترة لتثبيت الرمال على اللوحة 48 ساعة، وتسعى جاهدة لوضع مواد إضافية على الرمال لتثبيت اللوحة لمدة زمنية طويلة، كما أنه يمكنها إضافة بعض الألوان للخروج بلوحة ملونة بألوان أخرى بجانب لون الرمل بتدرج ألوانه، وأضافت أن الرمل الأنسب الذي تستخدمه في رسوماتها من رمال صحاري إمارة رأس الخيمة في الإمارات، وتعمل حاليا على اختبار رمال صحاري بعض دول الخليج للتأكد من إمكانية استخدامه في الأعمال الفنية والرسومات بالرمال. وذكرت أن من أبرز الصعوبات التي تواجهها في الرسم بالرمال الموقع المحيط بالرسم، والتي من بينها تعرض للرياح أو الأمطار أو التقلبات الجوية، وللتغلب على ذلك اختيار موقع بعيد عن ذلك أو وضع حواجز ومصدات، علاوة على أن بعض النماذج سهلة الرسم على الورق، وعلى الرسم غير ممكن تطبيقها، ويتطلب الرسم بالرمال حفظ وتدقيق الملامح قبل الرسم بالرمال.

 


معالم الأحساء

 


أشارت المغيري إلى أن بداية موهبتها في الرسم بالرمال انطلقت من إتقانها الرسم على الورق، وتكرار مشاهداتها مقطع اليوتيوب لخبراء أوروبيين، وممارستها المستمرة، حتى أتقنت هذا النوع من الرسم، ولا تجد أي صعوبة في رسم أي لوحة من طبيعة ومعالم وشخصيات وغيرها، مؤكدة أنها هي التشكيلية الوحيدة في الخليج العربي التي تمارس هذا النوع من الرسم، وتتطلع إلى إطلاق أكاديمية متخصصة للتدريب على الرسم بالرمال في سلطنة عمان أو دولة الإمارات خلال الفترة المقبلة.

بدوره، أبان أمين الأحساء، المشرف العام على المهرجان المهندس عادل الملحم لـ«الوطن»، أن معرض عبير للفنون التشكيلية في المهرجان يعتبر من أبرز أجنحة المهرجان، لما رمزيته في إحياء روح الحياة التراثية والاجتماعية والمناظر الطبيعية، علاوة على اهتمامه باستقطاب التشكيليين والتشكيليات ممن يمتلكون مواهب نادرة على مستوى الوطن العربي، وذلك بإشراف التشكيلية السعودية مريم بوخمسين، التي عملت باجتهاد في الاختيار الدقيق للتشكيليين والتشكيليات للمشاركة في المعرض على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، لافتا إلى أن أركان المعرض حظيت بإعجاب وتقدير حرم أمير المنطقة الشرقية الأميرة عبير بنت فيصل، مبينا أن التشكيلية المغيري زارت أول من أمس بعض المعالم في الأحساء، وانعكست زيارتها في لوحات عن تاريخ الأحساء، ومزارعها والعيون المائية، وجبالها، والموقع الجغرافي للأحساء، مشيرا إلى أن استقطاب مثل هذه المواهب يمثل إضافة لدعم المهرجان.


 الأدوات الأساسية للرسم بالرمال


مادة الرمل الناعم (من الصحاري)


طاولة ضوئية سطحها زجاجي


 ضوء

 اختيار لون الإضاءة يعتمد على التشكيلي


البث المباشر من كاميرا على الطاولة