هل أنت سعيد؟ هل تشعر بالرضا لمستوى حياتك؟ هل المال هو معيارك للسعادة؟ هل صحتك هي مصدر بهجتك وسعادتك؟ هل مُحفز سعادتك داخلي أم خارجي؟ هل أنت واعٍ لمقاييس ومعايير تقييمك لسعادتك؟ هل أنت «مدرعم» ولا تدري أين موقعك على خارطة السعادة؟

استفهامات كثيرة تستحق التأمل والإجابة العميقة!

للأفراد تقييمهم ومعاييرهم الخاصة للسعادة، وللدول والمنظمات الأممية معايير أخرى مختلفة للسعادة.

يوم أمس «الثلاثاء» احتفل العالم باليوم العالمي للسعادة، والذي أطلقته الأمم المتحدة منذ عام 2013، واختارت 20 مارس من كل عام ليكون يوما للسعادة، وذلك لتعزيز أهمية السعادة في حياة البشر بكل أرجاء العالم.

ووفقا للتقرير العالمي للسعادة لهذا العام 2018، الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة -هي إحدى مبادرات الأمم المتحدة، والتي شملت 156 دولة- وفقا لدرجات حققتها بين عامي 2015 - 2017، فإنها ترتكز على شعور المواطنين بالرضا والسعادة، خلال 6 عوامل هي: نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ومعدل توقع الحياة الصحية، والعطاء الخيري، والحرية، والدعم الاجتماعي من الأهل والأصدقاء، وعدم وجود الفساد في القطاعين العام والخاص.

السعودية احتلت المركز الـ33 عالميا، والمركز الثالث عربيا، وسجلت تقدما في مؤشر السعادة العالمي مقارنة بالعام الماضي 2017، إذ حصلت على المرتبة الـ37 عالميا، والمركز الثالث عربيا.لو أخذنا هذه المعايير الـ6 وتخيلنا سيناريو السعادة للعام القادم في السعودية، فنصيب الفرد السعودي من الناتج المحلي بلغ في الربع الأول من عام 2017 نحو 19.77 ألف ريال مقارنة بـ18.47 ألف ريال في الفترة المماثلة من العام الماضي 2016، بمعنى ارتفاع نصيب الفرد بحوالي 7%، وهذا مؤشر على أن الأمور في سياقها الصحيح في ظل الإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها الحكومة، والتي تؤدي إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.

المعيار الثاني: معدل توقع الحياة الصحية؛ هذا المعيار ركزت عليه «رؤية السعودية 2030» برفع مستوى الوعي الصحي، واتخاذ الوقاية بالرياضة، وبناء الصحة الجيدة؛ فمن أهداف «الرؤية» ارتفاع نسبة ممارسي الرياضة مرة على الأقل أسبوعيا من 13% إلى 40%، وبدأنا فعليّا نشاهد مظاهر اهتمام الشباب بالرياضة والصحة الوقائية.

المعيار الثالث: الكرم أو العطاء الخيري، وهذا -ولله الحمد والمنة- أحد أبرز صفات الشعب السعودي الكريم.

المعيار الرابع: الحرية، وهي مدى حريتك في اختيار ما تفعله في حياتك، وهنا للمحيط الأسري والاجتماعي دور في تشكيل هذا الاختيار، وبمفهوم الحرية العميق نتمنى أيضا مزيدا من الحرية المسؤولة ليحقق هذا المعيار معدلات مرتفعة.

المعيار الخامس: الدعم الاجتماعي، وهنا حكايات الفزعات والنخوات الأصيلة من الأهل والأصدقاء، فالمشكلة تتبدد وتختفي بوجود مثل هذا المحيط الأسري المترابط والأصدقاء الأوفياء، وبارك الله في هذا الشعب النبيل.

المعيار السادس: غياب الفساد، فحملة اللجنة العليا لمكافحة الفساد، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ضربت هامة الفساد، وتفاعل معها الإعلام العالمي، وأسست لعصر جديد.، ما قبل «الريتز» وبعده.

وخلال ما سبق، ستكون السعودية -خلال السنوات القادمة- وفق مؤشرات السعادة في مراكز متقدمة بمشاريعها التنموية المختلفة التي تصب في سعادة الإنسان السعودي.

ولو عُدنا إلى مقدمة المقال، فلعلك عزيزي القارئ تجيب عن تلك الأسئلة، وتُقيَّم مدى شعورك بالرضا عن حياتك، فشعورك هذا يؤدي إلى سعادة أو تعاسة.

وتذكر جيدا أن السعادة تنبع من داخلك أكثر من العالم الخارجي الذي تعيش فيه.

اسأل الله العلي القدير أن يجعل كل أيامنا سعادة وسرورا.