خلصت دراسة حديثة إلى وجود 7 معوقات تواجه الجامعات في القيام بدورها، لحماية الشباب من خطر الجماعات والمذاهب الفكرية الضالة، أبرزها تجَذُّرُ الفكر الإخواني في مؤسسات التعليم، وسيطرة المؤيدين والمتعاطفين مع الجماعة على المناصب القيادية ومفاصل القرار.




خلصت دراسة حديثة إلى وجود 7 معوقات تواجه الجامعات في القيام بدورها لحماية الشباب من خطر الجماعات والمذاهب الفكرية الضالة، من أبرزها تجَذُّرُ الفكر الإخواني في مؤسسات التعليم بالمملكة، وسيطرة المؤيدين والمتعاطفين مع الجماعة على المناصب القيادية ومفاصل القرار، وتبني أعضاء هيئات التدريس لفكر الإخوان وأجنداته، وذلك نتيجة لاحتضان المؤسسات التعليمية العامة، والجامعات السعودية القديمة، في السبعينات والثمانينات، كثيراً من المعلمين والمدرسين العرب، من المؤسسين والمنظرين لفكر جماعة الإخوان المسلمين، الذين أسسوا للعمل الحزبي الحركي الثوري، وأدلجة الأفكار بإقامة الخلافة الإسلامية، وعدم الاعتراف بالحكومات، وحقوق الولاة، وتكفير الحكام، وإنشاء التنظيمات.

وتتلمذت أجيالٌ من شبابنا الوطني على أيديهم، مما أدى إلى حملهم فكر جماعة الإخوان، وما تفرع عنها من جماعات كـ«القطبيين والسروريين»، إضافة لإسهامهم في رسم مناهج التعليم العام، وإقرارهم كثيرا من الكتب الفكرية والحزبية في الجامعات لدى الطلاب، وتم توظيف مختلف الأنشطة في الجامعات والتعليم العام لغرس، فكر الجماعة، وخدمة تراثهم ومنهجهم الحزبي الحركي.


إقصاء السلفيين

شدد الأستاذ المشارك بجامعة جدة الدكتور سامي بن أحمد خياط في سياق دراسة حديثة بعنوان «أثر الثقافة الإسلامية في تعزيز قيم الاعتدال والمواطنة والتحذير من خطر الجماعات والأحزاب والانتماءات الفكرية الضالة»، قدمها في مؤتمر «واجب الجامعات السعودية وأثرها في حماية الشباب من خطر الجماعات والأحزاب والانحراف»، الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأحد الماضي، على أن من أهم المعوقات في قيام الجامعات السعودية بواجبها في حماية الشباب من خطر الجماعات والمذاهب الفكرية الضالة، هو تبني أعضاء هيئة التدريس بالجامعات لفكر بعض الجماعات الإسلامية، كجماعة الإخوان المسلمين، وما تفرع منها، أو تعاطفهم معها، أو التأثر بفكرها، وتسبب هذا في إقصاء السلفيين دعاة الحق من التعيين في الجامعات، وحرمانهم من تولي المناصب القيادية، وهذا سببٌ مهمٌّ في تعطيل نشر الحق، وإجهاض المشاريع السلفية، والأنشطة العلمية والتوعوية والتوجيهية الصحيحة، لخدمة الدين، والمحافظة على عقد جماعة المسلمين وإمامهم، ونشر الوسطية والاعتدال والمواطنة في ضوء منهج السلف الصالح، وحماية شبابنا من خطر الجماعات والأحزاب والمذاهب الفكرية الضالة.


خطر جسيم

لفت خياط إلى أن العديد من الدراسات العلمية الحديثة بينت أهمية التحصين الفكري، وخطورة الجماعات والأحزاب والمذاهب الضالة المعاصرة، نظراً لانتشار فكر الجماعات والأحزاب بين الشباب في الآونة الأخيرة، سيما في المجتمع السعودي، وأدى تأثر هؤلاء الشباب بفكر الجماعات الضالة إلى تبني أفكارهم، والانضواء تحت مناهجهم، وتنفيذ أجنداتهم ومخططاتهم، وهذا خطرٌ جسيمٌ بالمجتمع.


سياسة مرسومة

شدد الباحث في سياق الدراسة على أن قيام الجامعات السعودية بواجبها في نشر العلم والخير، وخدمة المجتمع، وحمايته-وخصوصاً شبابه- من خطر فكر الجماعات والأحزاب والمذاهب الفكرية الضالة، من صميم رسالة الجامعة تجاه العلم، وخدمة المجتمع، وهو كذلك واجبٌ شرعيٌّ عينيٌّ عليها، يمليه مقتضى البيعة الشرعية لولي الأمر، ووضوح منهج المملكة العربية السعودية، الأصيل، القائم على العقيدة السلفية النقية، واتباع منهج السلف الصالح، وتحقيقاً للسياسة التعليمية المرسومة لمؤسسات التعليم ببلادنا الغالية، مضيفا أن هناك معوقات حالت، وتحول دون قيام الجامعات السعودية بواجبها في حماية الشباب من خطر الجماعات والأحزاب الضالة.