اعترف وزير الخدمة المدنية سليمان الحمدان بأن تطوير القيادات الإدارية للعاملين لدى الأجهزة الحكومية كان مشوبا بالقصور، ولم يكن بالشكل المرضي خلال السنوات الماضية، حيث كان تطوير أدائهم يتم بأسلوب تقليدي يعتمد بدرجة أولى على مبدأ الأقدمية في خبرة الموظف، مؤكداً أن مبدأ الأقدمية للموظف لا ينبغي أن يكون شرطا أساسيا للموافقة على انضمامه لبرامج تطويرية.


دورات متخصصة


كشف وزير الخدمة المدنية في كلمته المسجلة التي عرضت في اجتماع الطاولة المستديرة بعنوان «القيادة التحويلية في القطاع الحكومي»، أمس بحضور أكثر من ثمانين مشاركاً من قيادات الجهات الحكومية، أن الوزارة تعمل على برنامج لتطوير إدارة الموارد البشرية لديها، ولدى الجهات الحكومية المختلفة، حيث تم التواصل مع 15 جامعة عالمية لتقديم دورات متخصصة لموظفي إدارات الموارد البشرية في الجهات الحكومية خلال السنوات القادمة، لبناء قدرات الموظفين والعاملين فيها، إلا أنه بين أن نتائج البرنامج قد لا تظهر خلال عام أو عامين، بل ستظهر النتائج في نطاق 15 عاما قادما.


فرص عادلة


أشار الحمدان إلى أن الوزارة تحاول فتح الفرص العادلة لجميع أبناء وبنات الوطن لبرنامج القيادات الإدارية، حيث سيخضع جميع المؤهلين للبرنامج لأدوات قياس المركز، كما هو معمول به عالمياً، والتي أثبتت نجاحها في حكومات عديدة تمكنت من تجاوز العمل البيروقراطي الحكومي إلى العمل المرن.


إعادة هيكلة


لفت الحمدان إلى أن الوزارة تمر هذه الأيام بإعادة هيكلة، متضمنة عددا من المبادرات، منها تحديد الاستراتيجية العامة للوزارة وما يلحق بها من أهداف وتطلعات وكذلك تطوير أدائها، وأن لدى الوزارة برنامجا مهما يتعلق بالقيادات التحويلية، حيث إن أحد الركائز المهمة التي تعمل عليها الوزارة حالياً إنشاء مركز قياس ليكون قناة رئيسية لفرز وتحديد المرشحين لبرنامج القيادات الإدارية في المستقبل.


التخطيط الدقيق


أكد مدير عام معهد الإدارة العامة الدكتور مشبب القحطاني لـ «الوطن» أنه أكبر تحد تواجهه الجهات الحكومية القابلية للتغيير ومنهجته بشكل سريع يقبله الموظف والمستفيد من الخدمة، لافتا إلى أن من التحديات أيضاً ما يتعلق بالتخطيط الدقيق والتفصيلي لبرامج الجهات الحكومية، إضافة إلى تحديات تتعلق بالحصول على التمويل اللازم في الوقت المناسب، إضافة إلى نقص الخبرات داخل الأجهزة الحكومية التي تساعد في تحقيق خطط برامج العمل، وتواجدهم في القطاع الخاص مع صعوبة استقطابهم.


خطط المعهد


بين القحطاني في كلمته الافتتاحية أن اجتماع الطاولة المستديرة يأتي ضمن سلسلة اللقاءات العلمية وورشِ العملِ واجتماعات الطاولة المستديرة التي ينفذها معهد الإدارة العامة، في إطار برامجه الاستراتيجية لدعمِ القيادات الإدارية العليا في المملكة، ومسانديها في أداء أدوارها التنموية المهمة على الصعيد الوطني، ولتمكينها من الوقوف على المستجدات والمتغيرات الحديثة في الفكر الإداري المعاصر، والذي نسعى لترسيخه دعماً لمسيرة التنمية التي تشهدها المملكة وفق رؤية 2030.


أثر القيادة التحويلية


ذكر القحطاني أن الاجتماع ركز على أثر القيادة التحويلية وأهميتها في إحداث التغيير وإسهام ذلك في تحقيق رؤية المملكة، مشيراً إلى أن المعهد حرص على نقل الخبرة الدولية والمعرفة الحديثة في هذا المجال من خلال أحد الخبراء الدوليين البارزين وهو السيد جون ماتون، المتميز في تدريب القيادات التنفيذية، وهو مصنف من قبل هيئات ومراكز علمية عالمية موثوقة كواحد من كبار المفكرين الإداريين، وخبراء القيادة في العالم، وتضمن اجتماع الطاولة المستديرة عقد عدة جلسات تم خلالها تقديم عدد من المعارف والمفاهيم في القيادة التحويلية.