بين الجد والحفيد شموخ المآذن والنخيل..في قاموسهما الثري لا تجد أثرا لكلمة مستحيل..

شخصيا.. فتشت في سيرة البطل الموحد الملك عبدالعزيز، وشغفت بشخصيته الفذة التي أعتبرها أفضل شخصية بطلة في العصر الحديث، يمكن تقديمها للناشئة والشباب، وما زلت أحكي قصته لطالباتي الصغيرات دون ملل.

ما بين الجد إلى الحفيد قصة تستحق الأجيال أن تعرفها وتدرسها وتلم بها، ليس دراسة التلقين لكن دراسة الإثراء والمتعة.

الجد والحفيد والتاريخ الأخضر الذي يمتد بينهما رواية تشبه الأساطير، لكن سطورها تموج بشذا الحقيقة الزكية الفاتنة..

القارئ لسيرة الملك عبدالعزيز النقية لن تذهله كثيرا خطوات ولي العهد الوثابة، وفكره المستنير، وروحه المتوقدة، وشجاعته المطلقة.

الحفيد محمد منذ ظهوره على المشهد السياسي وهو يأخذ بتلابيب القلوب والعقول..

ويلوي عنق الإعلام العربي والغربي باتجاه الوطن الجميل الذي ما زال يحكي أسطورة الجد الممتدة عبر الصحارى والجبال بحبال التاريخ المتينة التي شدها، وأحكم وثاقها الأشداء من الرجال حتى وصلت إلى الحفيد المجدد والأمير المفكر محمد؛ فتساءلت وحق لي هل كل محمد مجدد؟!

محمد بعد رحلته الأخيرة جعل البعض يتساءل:

متى ينام الأمير؟ حتى قيل إنه الرجل الذي لا ينام، وهل ينام الأساطير؟!

هم فقط يسرقون سويعات قليلة للراحة قبل أن يستأنفوا نشاطهم، في سيرة الجد تكاد ساعات النوم تتلاشى، فتضيع بين ساعات العمل الدؤوب المتواصل، ومع الحفيد ننام ونصحو وهو ينتقل من دولة لأخرى، ومن عاصمة لعاصمة، ومن مدينة لمدينة، يبرم صفقة هنا ويوقع اتفاقية هناك، يعقد مؤتمرا صحفيا هنا، ويلقي كلمة هناك بثغر باسم وقامة شماء.

يجوب العالم حاملا اسم بلاده ينام ـ إن نام - حاملا هم وطنه، ويصحو وفي جعبته قرار جريء وأمل جديد يبشر بغد باسم لدولة فتية تتهيأ لاقتحام العالم بثوابتها الراسخة وموروثها الإسلامي الضخم.

إن الوطن الذي غرس جذوره الجد العظيم، وتولاه أبناؤه من بعده بالعطاء والوفاء يوشك اليوم أن يجود بثماره لجموع الشباب الطامحين الذين يقودهم شاب متوقد الحماس يحيط الوطن الذي غرسه جده المؤسس بذراعي القوة ويسقيه ماء الروح ورحيق الفكر، ودفق الشباب.

إنني وأنا أرى اسم بلادي تردده وكالات الأنباء العالمية وأرى القنوات الإخبارية تخصص معظم ساعات بثها للحديث عن زيارة ولي العهد للغرب..

وأرى فيها رؤى المحبين، وتحليلات الساسة، وصدى الشارع والصحافة أدرك عظمة وطني وعظمة قادته.

كما أنني حين أرى انتقادات الناقدين وتفسيرات الحاقدين للنجاحات الكبيرة التي تحققها المملكة على كافة الأصعدة بأنه نتيجة لطمع الغرب في ثروات المملكة فحسب.. فإنني أعلم يقينا أن الصياح على قدر الألم.. لأنني أعلم وتعلمون أن هناك الكثير من الدول تمتلك ثروات تفوق ثروات بلادي، لكنها تقف خلف وطني بمراحل..

إننا ـ كشباب سعوديين ـ عندما نرى عدسات المصورين من كافة أنحاء العالم تتسابق لتفوز بصورة احترافية للمتحدث الرسمي باسم شباب الوطن وباسم آمال الوطن فإن سكينة الحلم تغشانا، وقشعريرة الفخر تسري في دمائنا فنطأ بآمالنا أرض الثريا..

فيا نجل سلمان العروبة، ويا حفيد المؤسس النبيل الذي لم تعرف ـ معه ـ المستحيل، رفقا بقلوب الملايين من المحبين والحاقدين.