تزامنا مع الحملة القطرية المسعورة لضرب العلاقات السعودية الإماراتية، أكد مراقبون أن متانة العلاقات بين البلدين، والتي تمتد إلى نحو 45 عاما، قادرة على إفشال أي محاولة تستهدف النيل من قوة العلاقة بين الرياض وأبوظبي، مشيرين إلى أن المتابع لسير العلاقات السعودية الإماراتية لابد أن يلاحظ أنها تشهد تطوراً نوعياً في مختلف المجالات، وأن هذه العلاقات لم تكن في الواقع إلا ترجمة لتاريخ طويل من التعاون الإقليمي بين البلدين الشقيقين، اللذين أدركا مبكراً أهمية التنسيق والتعاون بين الدول العربية عامة، ودول مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة.


تجذر العلاقات


لم تكن العلاقات السعودية الإماراتية المتينة وليدة اليوم، بل هي علاقة متينة بدأت رسميا من اليوم الأول لإعلان اتحاد الإمارات، وذلك امتداد للعلاقات التي كانت تربط شعب وحكام الإمارات المؤسسين للاتحاد مع شعب وملوك المملكة.

ويعود الفضل في تجذر العلاقات السعودية الإماراتية ومتانتها إلى الملك فيصل بن عبدالعزيز، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يرحمهما الله، قبل 45 عاما، وتواصلت بنفس القوة إلى العهد المعاصر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات.

وكان خادم الحرمين الشريفين، قد استهل جولته الخليجية الأخيرة، بزيارة دولة الإمارات، التي كانت تحتفل حينها بذكرى اليوم الوطني.


التناغم السياسي


تشهد مواقف كل من الملك فيصل بن عبدالعزيز، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على مدى التناغم بين السعودية والإمارات في المواقف السياسية المتعلقة بقضايا الأمة، حينما اتفقا على وقف إمداد دول الغرب بالبترول، إبان حرب أكتوبر 1973، وهو القرار الذي كان له الأثر الأكبر في تحجيم الاندفاع الغربي لدعم «إسرائيل»، ووقتها قال الملك فيصل والشيخ زايد مقولتيهما الشهيرتين اللتين يتغنى بهما العرب إلى يومنا الحاضر، حيث قال الملك فيصل: «خير لنا حرق آبار بترولنا على أن نسلمها للعدو»، وقال الشيخ زايد «البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي».


 المصير المشترك


عد كثير من المحللين السياسيين والمراقبين أن العلاقات الإماراتية السعودية، تجسد تعاوناً موحداً، لمواجهة التحديات بأنواعها، لاسيما أن جذورها متينة وراسخة، وتواكب كافة المتغيرات، وتحتل مكانة مرموقة على صفحات التاريخ عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً، تجسدها عقود من الزمن، وتستند في مضمونها إلى جذور الروابط الوثيقة والقوية والمتجددة، لافتين إلى أن تلك العلاقات، تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك.


مواقف موحدة


شكلت العلاقات الثنائية نموذجاً للتعاون والتبادل المشترك بين الدولتين، إذ تعمل السعودية والإمارات على التعاطي بشكل موحد مع القضايا والمستجدات من خلال مبدأ التكاتف في مواجهة التحديات، التي اتضحت جليا في دعم الشعب اليمني والشرعية، ومواجهة مشروع إيران التوسعي في البلدان العربية، وغيرها من التحديات التي واجهت المنطقة، وشكل ذلك التعاون المشترك سداً منيعاً أمام جميع التحديات، إذ تمكن البلدان من تعزيز منظومة الأمن والاستقرار في المنطقة.


 نمط استثنائي


أجمع المراقبون على أن الأزمات الأخيرة زادت من الروابط بين البلدين على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية، ودشنا مرحلة جديدة تتسم برؤية مشتركة متكاملة تأسست على أولويات تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية والتعاون الجماعي، ميزت العلاقات بنمط استثنائي من التقارب والتناغم الشديدين، وسط محيط إقليمي متقلب، يسوده الاضطراب وعدم الاستقرار، حيث برز في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة المضطرب التحالف السعودي-الإماراتي بوصفه إطاراً إستراتيجياً لتقارب وجهات النظر لدى البلدين الشقيقين بشأن الأولويات والتهديدات والفرص والتحديات.


تطابق الرؤى


أكد المراقبون أن العلاقات التاريخية بين البلدين، تطورت مع مرور الزمن وتعاقب الأحداث والأزمات، وأصبحت أكثر عمقا وقوة في الوقت الراهن، بداية من تطابق الرؤى والمواقف وانتهاءً بدماء لامتزاج دماء الشهداء على أرض اليمن، حيث دشن شهداء البلدين لعلاقة تاريخية عندما ضحوا بحياتهم دفاعاً عن شرعية اليمن وأهله ونصرة للحق، وليعززوا تماسكه ووحدته.


 عوامل عززت العلاقات السعودية الإماراتية


حرص ملوك المملكة وحكام الإمارات على تعزيز العلاقة بين البلدين



ترسخ قناعة لدى قادة ومواطني البلدين بوحدة الدم والمصير



الوعي المشترك بطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة



التوافق على أهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة



تعزيز العمل المشترك على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية



امتزاج دماء شهداء السعودية والإمارات خلال دفاعهم عن وحدة واستقرار اليمن الشقيق



تأصل العلاقات التاريخية ورسوخ الثوابت الوطنية وتكريس القيم العالية بين شعبي البلدين

 


 العلاقات الاقتصادية بالأرقام


10 مليارات دولار: حجم الاستثمارات السعودية في الإمارات



33 مليار درهم: إجمالي الصادرات الإماراتية إلى السعودية العام الماضي



16.5 مليار درهم: إجمالي الواردات السعودية إلى الإمارات



2360: عدد الشركات السعودية التي تمارس أنشطتها الاستثمارية بالامارات



2366: عدد الشركات السعودية المسجلة لدى وزارة الاقتصاد الإماراتية



206: عدد المشروعات السعودية في الإمارات



114: عدد المشروعات الإماراتية المشتركة في السعودية (صناعية وخدمية)