ما زال تنظيم الحمدين يلت ويعجن في مكائده، آخر تقليعاته المثيرة للسخرية، لجوؤه إلى إنشاء منظمة وهمية تنادي بتدويل الحرمين الشريفين. وتلك أمانيهم، ولا يفلح الظالمون.  إن هذا من التجني الصارخ على المملكة، بل هو من التنكر المخزي الذي اشتهر به هذا التنظيم. لا أحد في العالم الإسلامي يتفق مع زبانية التنظيم في دعوته غير النزيهة، اللهم إلا إذا تذكرنا أماني «شريفة» التي تثير مثل هذه الدعوات لغايات سياسية وأطماع تطمع إيران بتحقيقها في المنطقة. فإن فهمنا أن إيران تتبنى هذه الدعوة لتلك الغايات، فما هو دافع تنظيم الحمدين لمثل هذه الدعوة المستنكرة المستهجنة عند العالم الإسلامي؟

هل هي مجرد محاولة للتشويش؟ أو أنها مغازلة «لشريفة» التي كما يبدو أن تنظيم الحمدين يستميت لإرضائها والانبطاح لها.

مشكلة تنظيم الحمدين أنه ما زال يتوهم أنه قادر على لعب دور أكبر من حجمه الجغرافي والسياسي والاقتصادي، ورغم كل ما مني به ويمنى به من خسائر فادحة إلا أنه لا يستوعب الدروس المؤلمة. إذ يبدو أنه بدأ يمعن بالألم، لتخفيف حدته فيداوي فشله وخيبته بالمزيد من المكائد المفضوحة الفاشلة.

المملكة تبذل في خدمة الحرمين الشريفين جهودا جبارة من مشاريع ضخمة، وأنفقت الأموال الطائلة في توسعة الحرمين الشريفين، وفي تهيئتها للزوار والمعتمرين والحجاج، وكل من وفد إليها يشكر تلك الجهود ويثني عليها. ولا أحد باستطاعته أن ينكر الجهود الضخمة التي تبذل في موسم الحج، ولا تلك المناظر التي ترصدها عدسات القنوات الفضائية، وهي توثق المشاريع، والإنجازات، والجهود التي لا تستطيع قناة الفتنة التابعة لتنظيم الحمدين طمسها، بل إن القناة نفسها قد شهدت بها من قبل. إن قيادة المملكة وشعبها تفخر بخدمة الحرمين الشريفين، وترى ذلك واجبا أوجبه الله عليها، وتبذل كل ما بوسعها لتأدية هذا الواجب، إرضاء لله وحده قبل كل أحد، ثم خدمة لضيوف الحرمين الشريفين، دون منّة أو تقصير.