يقف الفساد المالي في مقدمة الفساد الذي واجهه بصرامة سمو ولي العهد الأمير المحبوب محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ حتى يمكنني أن أجعله ضمن القوائم من مكافحي الفساد في تاريخ المسلمين، بداية من عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين، ومرورا بعمر بن عبدالعزيز أحد خلفاء بني أمية، ووصولا إلى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في عصر الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية.
وهناك أنواع أخرى من الفساد من أكثرها شيوعاً على مدى التاريخ التعيين في المناصب أملاً في مصالح خفية وغير ذلك من أنواع الفساد الإداري البغيض الذي يرفع بعض الذين لا قيمة لهم ولا يخدمون العمل المنوط بهم، ويتجاهل الكفاءات التي كان من الممكن الاستفادة منهم في خدمة الوطن والمواطنين.
ومن هذا النوع من الفساد الإداري قيام وزير سابق بتعيين شقيق مدير أعماله الخاصة ووكيله في تجارة الأراضي مديرا لجامعة كانت في بدايتها أول كلية في المملكة قبل أن تتحول إلى جامعة.. وذلك يعني أن تعيين مديري الجامعات كان يتم لاعتبارات شخصية، وليس على أساس الكفاءة التربوية والعلمية والإبداعية..
بينما نشرت صحيفة الشرق الأوسط قبل أيام خبراً بأن جامعة هارفارد الأميركية اختارت رئيسها التاسع والعشرين، ولم يعينه أحد الوزراء المسؤولين عن التعليم الجامعي، ووصفته بأنه أكثر قادة التعليم خبرة واحتراماً، ألا وهو «لورانس باكو» الذي ولد في ميتشيجان لأبوين مهاجرين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ويحمل ثلاث درجات من هارفارد، وقضى عاماً في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قبل أن يصبح رئيساً لجامعة كينيري..
وقال «وليام لي» رئيس لجنة البحث الرئاسية في جامعة هارفارد عن الرئيس الجديد باكو: (إن لأرى باكو أحد أكثر القادة إنجازاً وإعجاباً وثقة وتأثيراً في التعليم العالي الأميركي، وسوف يضفي على الوظيفة ليس خبرته العريضة وتبحره العميق وإلمامه الشديد بالفرص والتحديات في هارفارد، بل سيضفي عليها التزاماً متقداً بمساعدة الجامعات وكل فرد في داخل هذه الجامعات وسيخدم العالم الأكبر).
أما رئيس الجامعة الجديد باكو فقد قال: (إن أولئك الذين ينالون شرف رئاسة هذه الجامعة تمنح لهم ثقة عالية.. أعد ببذل كل ما في وسعي لإثبات جدارتي لها).
أردت أن أسأل: متى يزول الفساد الذي طال بعض جامعاتنا؟ ومتى ينتخب أساتذة الجامعات رؤساءهم بناء على كفاءتهم وإنجازاتهم وإبداعهم؟