لا يخفى على أغلب المسافرين، الذين يستخدمون الطريق الساحلي الذي يربط بين مدينتي جدة وجازان، والذي يعد حلقة الوصل التي تربط المنطقة الغربية بالمنطقة الجنوبية. أنه يتميز بالخدمات الجيدة، من شمال محافظة الليث فقط مع كثرة المسارات، وتعدد الجسور والكباري. حتى وصل عددها إلى تسعة جسور في المنطقة النائية (شمال الليث)، التي لا يزيد فيها طول الطريق عن 160 كلم. ومع ذلك تم فيها إنشاء المشاريع بكل اهتمام مع قلة المستخدمين لها بعكس (جنوب الليث)، حيث تكثر القرى والمراكز، وتزيد مسافة الطريق عن 523 كلم! ويعاني المسافرون والأهالي من ضعف الجودة، لهذا الطريق وقلة الخدمات. فأغلب تقاطعات المراكز والقرى مع الطريق لم يكن فيها لا جسور ولا إشارات مرور، وللأسف توجد إشارات متعطلة. وعلاوة على ما سبق لم يكن الطريق بالجودة التي من المفترض أن يكون عليها، بل كان مسبباً للحوادث للمسافرين، والمواطنين الموظفين الذين يستخدمونه للذهاب إلى دوامهم وقضاء حوائجهم اليومية.

من المفترض أن يراعى في توزيع المشاريع الكثافة السكانية، ومصلحة المواطن قبل كل شيء، وعدم تبديد الموارد والأموال في المناطق النائية. التي لم ولن يصلها العمران ولو بعد 50 عاما، فعلى الأقل يجب أن توزع المشاريع بشكل متساو يحقق مصلحة المواطنين، ويحافظ على أرواحهم وممتلكاتهم، ويخفف عدد الوفيات في هذا الطريق. الذي أخذ أرواح وممتلكات الكثيرين، وأدخل الحزن على ذوي المسافرين.

وأرى أن الجسور التي تم إنشاؤها شمال الليث، لم تحقق مصالح المواطنين. بقدر ما تم صرفه عليها، ولم يكن اختيار مواقعها اختياراً موفقاً. ولو تم إنشاء هذه المشاريع في المناطق التي تتميز بالكثافة السكانية، لحققت للمواطنين المصالح المتعددة والمتنوعة، بالإضافة إلى تخفيف نسبة الوفيات.