أفصح مصدر رفيع في البرلمان العراقي، عن وجود مخاوف حقيقية في لبنان من انتقال الحشد الشعبي إلى أراضيه، مبينا أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، بعث مؤخرا برسالة سرية إلى نظيره العراقي حيدر العبادي، مطالبا إياه بمنع زيارة زعماء فصائل الحشد إلى لبنان، وكذلك وقف تدفق مقاتلي الحشد إلى مناطق لبنانية.

 






علمت «الوطن» من مصدر مهم في لجنة العلاقات الخارجية للبرلمان العراقي، أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، بعث مؤخرا برسالتين سريتين واحدة إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، والثانية للمرجع الديني الأعلى في مدينة النجف علي السيستاني، يدعوهما للتدخل العاجل لوقف خطة معدة لانتقال مئات العناصر من ميليشيا الحشد الشعبي العراقية إلى الأراضي اللبنانية.


الصراعات داخل الحشد


ألمح القيادي إلى أن العبادي شكا لمسؤولين غربيين زاروا بغداد مؤخرا، عدم سيطرته على أكثر من نصف فصائل الحشد الشعبي، وأنه ناقش ملف هذه الفصائل مع المسؤولين الإيرانيين المعنيين عندما زار طهران أواخر العام الماضي، دون أن يتلقى أي رد إيجابي، مشيرا إلى وجود تقرير مهم صدر عن جهات بوزارة الدفاع العراقية، حذر فيه ضباط كبار بالوزارة من احتمال وقوع اشتباك ميداني بين بعض ميليشيات الحشد، سيما في مناطق مثل الموصل وكركوك، شمالي البلاد.


فحوى الرسالتين


أوضح النائب العراقي أن الرسالة الأولى الموجهة للعبادي تضمنت وجهة نظر الحريري، بأن الحشد هو جزء من القوات المسلحة العراقية وفق قانون الحشد الصادر عن البرلمان العراقي لعام 2016، مطالبا إياه باعتباره القائد العام للقوات المسلحة العراقية، بالتدخل لوقف زيارة زعماء فصائل الحشد إلى لبنان والتي تمثلت في زيارتين، الأولى لزعيم ميليشيا عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، والثانية لزعيم ميليشيا «حركة النجباء» أكرم الكعبي، إلى جانب وقف تدفق المقاتلين العراقيين المنضوين ضمن الحشد إلى مناطق لبنانية. وأضاف المصدر «تضمنت الرسالة الثانية للحريري الموجهة للسيستاني، دعوة مرجعيته لإصدار فتوى بتحريم انتقال فصائل الحشد إلى خارج العراق واقتصار وظيفتها بحسب فتوى «الجهاد الكفائي» التي صدرت عام 2014 على محاربة تنظيم داعش داخل الأراضي العراقية حصرا.


رسالة أميركية قوية


ذكرت مصادر عسكرية في محافظة الأنبار غربي العراق، أن القيادة العسكرية الأميركية التي تتخذ من قاعدة عين الأسد الجوية مركزا لعملياتها بين الجزء العراقي والجزء السوري في دير الزور، باتت تكثف من تحركات قواتها على طول الحدود بين الدولتين من معبر الوليد القريب من بلدة الرطبة صعودا باتجاه معبر القائم الملاصق لبلدة القائم.

وكشفت هذه المصادر لـ«الوطن» أن العسكريين الأميركيين تحدثوا إلى قادة ميدانيين عراقيين بأن استمرار تدفق مقاتلي الحشد الشعبي إلى دير الزور يهدد سلامة الجنود الأميركيين شرقي الفرات ومنطقة التنف المقابلة لمعبر الوليد العراقي، مبينة أن كل السيناريوهات مطروحة لمواجهة الحشد من قبل القوات الأميركية، سواء المتمركزة داخل العراق أو في سورية، وذلك وفق ما أكده عسكريون أميركيون.


الحشد والوضع الداخلي اللبناني


من جهته، صرح قيادي بارز في تيار الزعيم السياسي العراقي، مقتدى الصدر، لـ«الوطن»، بأن انتقال مقاتلين من الحشد إلى لبنان لا علاقة له بإسرائيل، بل يتعلق الموضوع بتحليل سياسي إيراني مفاده بأن الولايات المتحدة تحضر لمواجهة ضد حزب الله كجزء من إستراتيجيتها ضد إيران في المنطقة، لافتا إلى أن المعلومات المتداولة في نطاق ضيق داخل قادة الحشد والائتلافات السياسية الشيعية العراقية، تفيد بأن انتقال الحشد إلى الأراضي اللبنانية له غايتان، الأولى تتعلق بتأمين الحدود اللبنانية السورية في المستقبل، والثانية لمؤازرة مقاتلي حزب الله في حال نشب أي صراع محتمل بين الجيش اللبناني والحزب، بسبب وجود مخاوف إيرانية من أن واشنطن تسعى لتقوية الجيش اللبناني وتسلحه لمواجهة الحزب مستقبلا.

واتهم القيادي الصدري، بعض فصائل الحشد بأنها تقود مساعي خطيرة لتأزيم العلاقات العراقية اللبنانية، ولتصفية حسابات إقليمية تقودها إيران ضد دول عربية لها نفوذ في لبنان.


فحوى الرسالتين


موجهتان للعبادي والسيستاني

تطالبانهما بوقف زحف الحشد إلى لبنان

منع رموز الحشد من الزيارات المستفزة


أهداف انتقال الحشد إلى لبنان


تأمين الحدود السورية اللبنانية

الإشراف على تهريب الأسلحة والصواريخ

مؤازرة حزب الله في حال الاشتباك مع الجيش اللبناني