رابطة مراسلي البيت الأبيض (WHCA) هي منظمة للصحفيين الذين يغطون أخبار البيت الأبيض ورئيس الولايات المتحدة. السبت الماضي عقدوا عشاءهم السنوي، وهو عشاء عادة يحضره الرئيس، لكن ترمب -كما تعرفون- يكره الصحافة ويدعي أنهم يؤلفون الأخبار لذا لم يحضر.

لكن هذه ليست القصة، القصة أن شابة أميركية تعمل كإستاند كوميديان تقدم نكات لاذعة أحيانا، اسمها ميشيل وولف دعيت للحفل لتشارك في تقديم عرض، ويبدو أنها تحمست قليلا، فأثناء حديثها الذي أعلنت في بدايته أنها مجرد ملقية نكت ولا تتبع أجندة، إلا أنها قالت عبارة عميقة جدا حول سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض، قالت إنها تحرق الحقائق ثم تصنع من الرماد شدوا أسود تضعه على عينيها. الكثير من الصحفيات اعتبرن ذلك إهانة للمرأة بالإشارة لمظهرها وقمن بشن هجوم على ميشيل التي وقف في صفها زملاؤها، لكن التنمر ضد ميشيل ما زال مستمرا حتى اليوم، وهي مطالبة بالاعتذار.

الغريب أن ميشيل في نفس الحدث استخدمت نفس الأسلوب عندما تحدثت عن إيفانكا وتحدثت عن رجال أيضا في نفس سياقها الساخر، لكن لم يستفز الصحفيات سوى ذكر ستاندرز، فإذا كن ينطلقن من منطلق نسوي فلا بد أن يعترضن على نكتة المرأة الأخرى، ولو كن أكثر إنسانية وجدية وتجاهلن أنه مجرد احتفال يضحك الناس فيه فإن الرجال أيضا نالهم ما نالهم من ميشيل، فلماذا هذه الحساسية الزائدة إذا كن يطمعن في المساواة، فالغنم بالغرم.

على كل حال إنه لا علاقة له بكونه امرأة وانتقد مظهرها لا عملها، لأن العبارة واضح المقصود منها، وهي تنطلق من أجندة حتى لو نفتها ميشيل، لكن في رأيي ميشيل قدمت فقرة حرة في بلد يُزعم دائما أنه حامي الحريات، فماذا حدث ليضيق على عبارة قالتها ميشيل، واضح أنها لا تقصد بها مظهر سارة بقدر عملها في تغيير الحقائق.

هل أصبحت أميركا أيضا لا تحتمل النقد؟ ربما عليك فقط أن تتأكد من ذلك بمراجعة تغريدات ترمب بعد الحفل.