أتشرف دائما بالقراءة للطبيبة والمثقفة والحكيمة الدكتورة أسماء المرابط، وهي ليست بالطبع طبيبة أسرة، بل طبيبة متخصصة في تشخيص أمراض سرطان الدم، ولديها ثقافة إسلامية عالية المستوى نتيجة نشأتها، كما أنها حكيمة وبليغة ومتصالحة مع ذاتها، ولم تسع يوما لإرضاء أحد، وهي بالمناسبة مغربية ومن سنحت له الفرصة لمعرفة المغربيات عن قرب يعرف كم هؤلاء النساء جميلات الخلق والخلق، حكيمات ومثقفات سيدات في حضورهن «نشميات» بالفطرة، والعزيزة أسماء أنموذج لذلك.
قدمت أسماء المرابط عدة كتب في حقل مناصرة المرأة المسلمة وإعادة تفسير النص ومناقشة الحكم الفقهي في ما يخص المرأة ومسائلها، لها مثلا «مسلمة وكفى»، «عائشة، زوجة النبي أو الإسلام بصيغة المؤنث»، «القرآن والنساء: قراءة للتحرر»، «النساء، الإسلام، الغرب: الطريق نحو العالمية»، «النساء والرجال في القرآن: أية مساواة؟».
هذه الكتب هي مراجع قيمة جابهت فيها أسماء جهتين، الجهة التي تحرم المرأة من حقوقها بادعاء أمور لم ينزل الله بها من سلطان مثل منع حق استقلاليتها، والتي غالبا تواجه في عالمنا الإسلامي بادعاء أنها ستستغلها لفعل القبيح، كما قال أحدهم لو قادت السيارة ستذهب للفساد، أو ما قالته إحداهن قبل أيام هل ستسكن مع صديقاتها؟
هذه الفئة التي تناقش الحق بمنطق أخرق ينطلق من ظنون سيئة تتساءل كيف أجراها الله على لسان الشخص ثم تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
الفئة الثانية التي واجهتها أسماء هي الفئة التي ترى الإسلام عدوا للمرأة، وأنه مصدر الظلم وأنه سبب التمييز في العالم الإسلامي ضدها، وفي الحقيقة أعجبني في أسماء أنها تنطلق من دفاعها هنا بإعادة تفسير النص وتصحيح الضال منه، وتفنيد الروايات المغلوطة ورفض الأكاذيب التي لا تتطابق مع مقاصد الإسلام ومبادئه.
إننا في السعودية بحاجة للنساء مثل أسماء، خاصة مع هذا التغير العظيم الذي تقوده قيادة السعودية في ما يخص المرأة، نحن بحاجة لأستاذات الشريعة والحديث ينصرن هذا الدين برد الحقوق للنساء، لا يصمتن، وزواج الركاض وبنية الطلاق وغيره من الأنكحة الباطلة ينتشر، بل تطليق النساء برسائل الجوال، كلها أمور توجب رفع أصواتهن بالحق وإلا سيرفع الجهال أصواتهم وسيظلم هذا الدين وهذه المرأة.