خلال الموسمين الماضيين، كان الاتحاد حاضرا في خارطة البطولات، ونال إنجازين معتبرين «كأسا ولي العهد وخادم الحرمين الشريفين»، وقياسا على الظروف التي عاشها عميد الأندية السعودية، كان من الطبيعي أن يتوارى عن البطولات ذات النفَس الطويل، والتي تتطلب جهودا مضاعفة لتحقيقها، غير أن بطولات الكؤوس في العادة تصافح أصحاب النّفَس القصير، وقد تجافي من يملك قوة الشكيمة، وتلك حقيقة لاحت حتى في الدوريات القوية، لأن الفرق التي تتصارع على لقب الدوري تستهلك وقودها، وهو الجانب الذي لاح على عطاءات الهلال والأهلي والنصر، إذ خرجت من محطات متقدمة في سباق الكأس، باستثناء الأهلي الذي قاوم حتى نصف النهائي، وأزاحه الفيصلي بهدف الفيديو، لكنه شرب من الكأس ذاتها في النهائي، وطار اللقب الحلم الذي كان قريب المنال، غير أن خبرة الاتحاديين حسمت المعادلة التي امتدت إلى «120» دقيقة، كانت عامرة بالكفاح والنضال.

ونجح لاعبو العميد في الإمساك بالطريق الموصل إلى المرمى، وسجلوا 3 أهداف بطريقة السهل الممتنع، في حين أخفق أجانب الفيصلي في استثمار الكم الكبير من الفرص التي سنحت لهم، ونجح التحكيم في قيادة المواجهة لبر الأمان، رغم الشوائب التي شابت الحكم المحلي المرداسي قبل النزال بساعات، وما زال موضوعه قيد التحقيق.

كسب الاتحاد السبت الماضي الكأس الغالية، بحضرة خادم الحرمين الشريفين، وفي الوقت ذاته الوجوه الواعدة التي انتزعت النتيجة، وكان الغامدي مفتاح الانتصار الذي دلف منه فريقه إلى ساحة المجد في ليلة شعّت فيها أنوار الجوهرة، وظهرت ملامح جمالية لم نعهدها بجهود الهيئة العامة للرياضة، وكان العريس العميد الذي بقى في دائرة الأبطال للموسم الثاني على التوالي، والذي تزامن مع منعه من التسجيل، وربما تكون صورة العميد أجمل إذا نُزعت منه قيود عقوبة التسجيل، وتمكّن من تعزيز صفوفه بعناصر أجنبية تدعم الواعدين، وقد تكون الملامح أكثر تدفقا وقوة، وتمكّنه من الصراع على بطولات النفَس الطويل، ويدخل ضلعا ثالثا مع الأهلي والهلال المتربعين على القمة، خلال المواسم الـ3 الأخيرة، ولا شك أن ذلك سيدعم إيقاع المنافسة إذا اجتمعت فيه تلك القوى المتباينة التي لا ترضى إلا بالإنجازات.