منح حافظ الأسد تسهيلات استثنائية للشيعة مع بداية تهيئته لنجله بشار «الوريث الضعيف» لخلافته في حكم سورية، ووسع الأخير بعد توليه دائرة التسهيلات، وسمح بتنظيم مواكب عزاء شيعية انطلق أولها في 5 أغسطس 2001، تلاها آخر عام 2005، واخترق الموكبان شوارع دمشق وهما يصبان اللعنات على معاوية والأمويين، في تعمد لإهانتهم في عاصمتهم على مسمع ومرأى الدمشقيين.

تسهيلات ومضايقات


بشار الأسد يسمح بإنشاء مزيد من الحسينيات

مواكب عزاء تخترق شوارع دمشق


المواكب تشتم معاوية والأمويين


الدمشقيون يضيقون ذرعا بشتم أجدادهم




 


لا شيء يفلت من قبضة التاريخ، ولا شيء من التاريخ يبقى على حاله، وثمة منعطفات في التاريخ ليست أكثر من نتائج تراكم تاريخ سبقها، على هذه القاعدة تسير قصة التشييع في سورية، فحركة التشييع التي مارسها ملالي إيران لاسترداد علويي الجبل النصيريين إلى أصلهم، مروراً بالتبعيث الشيعي الذي مارسته جمعية الإمام المرتضى لأغراض سياسية محلية، وصولاً إلى التمدد الشيعي وزراعة المقامات والمراكز الدينية في أواخر التسعينات أمر سمح بانعطافة نوعية لهذه القضية في عهد الوريث غير الشرعي للجمهورية (بشار الأسد)، بلغت حداً جذبت فيه اهتمام المجتمع الدولي والقوى الفاعلة في الشرق الأوسط.

 


 ترصد دراسة «البعث الشيعي في سورية 1919 ـ 2007» الصادرة عن المعهد الدولي للدراسات السورية، كيف تحول التشيع في سورية ليصبح ظاهرة وتياراً له نشاطاته العلنية مستفيداً من التسهيلات التي قدمها لها رأس النظام في سورية لتلاقي مصالح الطرفين. «الوطن» تسلط الضوء على هذه الدراسة عبر حلقات متسلسلة.

الحلقة 5


وراثة الحلفاء 2000 – 2003

 


توريث العلاقات السياسية جزء من توريث «المُلك»، على هذا الأساس بدأ نجل الأسد (بشار) بمقابلة القادة الأجانب الذين يزورون دمشق منذ 1999، ووجد الأب ضرورة بناء صلة لنجله مع جاره الملك الجديد عبدالله الثاني بعد وفاة والده العاهل الأردني الملك حسين بن طلال في يناير 1999، فأوفد بشار في فبراير معزيا الملك عبدالله، وكانت هذه الزيارة هي الخارجية الأولى للقادة والسياسيين. تتالت بعدها الزيارات إلى الكويت، والسعودية، وقطر، وإيران، وعدد من الأقطار والبلدان الأخرى، على رأس وفد من كبار الصناعيين ورجال الأعمال، وبعض من المسؤولين من الصفوف الثانية في وزارات الدولة، وكان الأمر واضحاً ومعلوماً لكل الذين زارهم أن زيارته ليست إلا تسويقاً للرئيس المقبل. قوبل الرجل على هذا الأساس باحترام واضح (مستمد بالأساس من احترام والده)، وحظي بحفاوة خاصة لدى الإيرانيين، الذين قدم إليهم وقد أصبح ممسكاً بالملف اللبناني وحزب الله على وجه الخصوص؛ إذ كان القادة الإيرانيون مهتمين بمعرفة الرجل عن قرب، وببناء علاقة جيدة معه، فلديهم مصالحهم في لبنان وهو منذ الآن بات يملك مفاتيحها.

 


تسويق خارجي داخلي

التسويق الخارجي جاء بعد تسويق داخلي وتوريث للعلاقات مع أطراف المجتمع المحلي واللبناني، (الذي كان يعامل كما لو أنه جزء من المجتمع المحلي)، وفي هذا السياق حاول الأسد كسب شعبية لابنه، عبر كسر الصورة النمطية (تلك التي أسسها بنفسه) للرئيس القابع في قصره على مسافة من شعبه ومواطنيه، بزيارات متكررة للمدن السورية الرئيسة، وحضور بعض المحاضرات العامة، لكن الأهم في ذلك كله – بالنسبة لهذه الدراسة – كانت علاقة الأسد الابن مع ملالي الشيعة، تلك العلاقة التي سعى لتوطيدها كل منهما للأسباب نفسها التي دعت حافظ الأسد ليمنحهم قدراً من الحرية لم يعهدوها من قبل.

من المؤكد أن باسل الأسد كان يلتقي شيخ بلاط والده، رجل الدين السني الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، إضافة إلى الشيخ مروان شيخو، ومفتي الجمهورية الشيخ أحمد كفتاور، ويتودد لهم بأسئلة واستفتاءات دينية فقهية!، كان الأسد في ذلك الوقت ما زال قريباً من أزمة الثمانينات وتداعياتها، ويريد لجم الأحقاد السنية، فالطريق إلى توريث آمن هو ضمان تسكين عواطف الأكثرية السنية وتأمين عدم ثورتها الانتقامية عبر شيوخ يكتسبون قدراً وافراً من الثقة الشعبية، وإن كان هذا لا ينفي أن الأسد كان مهتماً بالتيار الشيعي العلوي وإن بقدر أقل، فقد كان يعتمد على توريث نجله القوي (باسل) على مفاصل الجيش ويمهد له الأمن.

لكن الوريث «الضعيف» بشار جاء في غير ميعاد، إثر حادث مفاجئ أودى بحياة شقيقه باسل نهاية عام 1994، الأمر الذي اضطر الأسد الأب لتغيير إستراتيجيته للتوريث.

 


الابن المسحور

منذ بداية تجهيزه لوراثة الجمهورية بدأ الأسد الابن يلتقي قيادات حزب الله، وزعيمه حسن نصر الله، كما لا يستبعد أن يكون قد التقى الشخصيات الشيعية التي تمثل المرجعية الدينية والفكرية للشيعة وحزب الله؛ مثل الشيخ حسين فضل الله ورئيس المجلس الشيعي الأعلى في ذلك الوقت الشيخ مهدي شمس الدين على اعتبار أن فضل الله له دور أساسي في حزب الله، والمجلس الشيعي الأعلى له أهمية خاصة بالنسبة لشيعة لبنان.

وبالتأكيد فإن هذه اللقاءات جعلت الأسد الابن مسحورا بشخصية السيد حسن نصر الله المتكلم الفذ، الأمر الذي شكل علاقة خاصة حميمة وشخصية بين نصر الله والأسد السياسي الغر.

في يونيو عام 2000 استقبل الرئيس الجديد بشار ضيفه اللبناني السيد حسن نصر الله القادم لتعزيته بوفاة والده، لكن لم يكن هذا الاستقبال تقليديا، فقد رأى المواطنون السوريون مشهدا رمزيا يستدعي التأمل، فالسيد المذكور هو الأمين العام لحزب الله الذي خرج لتوه من انتصار تاريخي؛ حيث انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان تحت ضربات المقاومة اللبنانية، وهذا ما منح شخصيته زخما استثنائيا، فقد أصبح في العواطف أقرب على شخصية البطل، في إطار هذا المعنى الذي يلف شخصية نصر الله، وقف نصر الله المولع بالرمزية السياسية الفجة معانقا الرئيس الغر، ثم تنحى مستعرضا أمامه رتلا من خاصة مقاتلي حزب الله بلباسهم الأسود الرسمي، كان معنى هذه الرسالة الرمزية لنصر الله أن مقاتلي حزب الله هم جند الأسد!.

تشير هذه الحادثة في الواقع إلى مدى العلاقة السياسية التي تربط حزب الله بالنظام السوري من جهة أولى، وإلى مدى العلاقة الشخصية التي أصبحت تربط نصر الله بالرئيس الجديد جهة ثانية.


إستراتيجية حرق المراحل

 


كان على الأسد أن يتبع إستراتيجية تمكنه من إحراق المراحل لتحقيق غرضه، فالمطلوب حل سريع للملفات المزمنة والخطرة أو سيطرة سريعة وقوية عليها، وبالتالي بدلاً من العلاقة مع الشيوخ لتسكين الجمهور السني، عليه التفاوض مباشرة مع الإخوان، وبدلاً من الاعتماد على السيطرة الأمنية والعسكرية في لبنان للتحكم بملف حزب الله لابد من علاقة مباشرة وشخصية مع زعامات حزب الله (وزعيمه حسن نصر الله على وجه التحديد)، وبالملالي والزعامات السياسية الإيرانية، وبدلا من إهمال الطائفة العلوية، يجب أن يحظى بدعمها ودعم التيار القوي فيها في مواجهة مطامع شقيقه «رفعت الأسد» الرجل القوي الذي يحظى بشعبية كبيرة في الطائفة العلوية، وفي الوقت نفسه فإن هذه العلاقة مع التيار الديني الشيعي القوي في الطائفة ستدعم علاقته مع حزب الله والإيرانيين. تلك باختصار متطلبات اللعبة الدينية في معركة التوريث وإستراتيجيتها الجديدة.

 


الملالي أولاً

 


بدأ بشار بعلاقة واهية مع شيوخ السنة، ويبدو أنه كان لا يبدي الحماس الديني الذي كان يبديه شقيقه باسل، فقد كان يتجنب لقاء البوطي، وبدا واضحا أن البوطي همّش بشكل نهائي، وأبعد عن بشار في نهاية التسعينات، وبقيت علاقته محصورة بالأسد الأب، الذي كان يوحي له بأنه أمانته أمام الله، وخلال فترة ولايته الأولى 2000 – 2007 طلب الشيخ البوطي لقاء الرئيس الشاب أكثر من 10 مرات، وقوبل طلبه بالرفض المؤدب تارة، أو بالتأجيل غير المحدد في الوقت، وهو أيضا في معنى الرفض! وذلك على الرغم من أن البوطي حاول منحه الشرعية المفقودة في توريثه السلطة، عبر تأييده بوضع ثقله الرمزي الديني في سبيل ذلك، لكنه ما وجد آنذاك سبيلا لهذا التأييد من عالم الدين السني الذائع الصيت سوى الشهادة لوالده بـ«الإيمان» العميق، والتنويه بالتفاف الجماهير «بالحب العفوي» حول القائد الشاب وارث الجمهورية (وارث الرجل الصالح)! التي منحته بيعة لا تستطيع الديمقراطيات المطبوخة المصطنعة أن تتسامى إليها.

بهذه المهمة التي أعدها له الأسد الأب انتهت «صلاحية» البوطي كشيخ للبلاط، ولسوء حظ البوطي ربما؛ فإنه لم «يتشرف» بمقابلة الرئيس منفردا خلال 7 سنوات (فترة ولايته الأولى)، وإن كان التقاه أكثر من مرة في مناسبات عامة وبشكل جماعي.

ما ينطبق على البوطي ينطبق على كفتارو وغيره من شيوخ أهل الشام، وكان الأسد الابن يفكر باستبدال مهمة الشيوخ، من مهمة رعاية واستمداد الشرعية المفتقدة، إلى مهمة إدارة الحالة الدينية وضبطها على إيقاع السياسة السورية بأي وسيلة.

 في الواقع ما كان يريده بشار الأسد هو مزيد من إخضاع المؤسسة الدينية لمصالحه السياسية، أي علاقة هيمنة واستتباع وليس تبادل مصالح، كما كان الأمر في عهد الأب، فهو يشعر أن أجهزته الأمنية بسطوتها الهائلة في المجتمع كفيلة بحمايته ومده بشرعية القوة على الأرض، وهي شرعية كارثية بقدر ما تبدو واقعية.

وعلى الرغم من أننا لا ندري ما الذي لقنه الأب لابنه خلال 6.5 سنوات 1994 – 2000 فإنه من المؤكد بأنه ورثه نظرته الإيجابية للتيار الشيعي العلوي، بوصفه تيارا إصلاحيا، وسعى لتأسيس علاقة متينة به تقوي العلاقة مع خميني إيران ولبنان (حزب الله)، فحزب الله – من وجهة نظر الأب – يمثل إدارة مزدوجة بالنسبة لسورية، فهو من جهة يلعب الدور العسكري في السياسة الدولية المتعلقة بأزمة الشرق الأوسط، والسلام مع إسرائيل، ومن جهة أخرى يلعب دور أداة الهيمنة على لبنان، يجعل الحاجة مستمرة للحزب في الاعتماد على سورية التي تشكل له الممر الوحيد للسلاح والعتاد الإيراني والروسي.

 


مسيرة كربلائية

 


يوم الجمعة 8 أبريل 2005 انطلقت مسيرة كربلائية (بمناسبة أربعينية الحسين بن علي رضي الله عنهما) في شارع مدحت باشا بدمشق، وسارت في شوارع دمشق القديمة، جلد فيها شبان إيرانيون ظهورهم بالجنازير الحديدية وأنشدوا حسينيات وقصائد تهجو الأمويين، وطافوا في الشوارع التي يفترض أنها شهدت تعذيب بنات الحسين وقتلهن، وتوجهوا إلى ضريح السيدة رقية، حيث كانت هناك نهاية مسيرتهم التي صبوا فيها اللعنات على «النواصب» الأمويين قتلة آل البيت.

«اعتبر أهالي دمشق هذه المظاهرة الحسينية استفزازا لهم؛ لأنهم أرادوا أن يصوروا أهل دمشق وكأنهم قتلة الحسين رضي الله عنه، فقد ساءهم من الضيوف «العراقيين» أن يُشتم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في مدينته، وأن يهان الأمويون في عاصمتهم بهذا الشكل البعيد عن الدين والأخلاق ولياقة الضيف، فقرروا تنظيم عريضة يعتزمون رفعها إلى رئاسة الجمهورية تتعلق بتزايد النشاط الشيعي«المستفز» في دمشق القديمة، وتنظيم أنشطة شيعية إيرانية تستفز السنة في شوارع المناطق ذات الأغلبية السنية».

وفي الوقت الذي تمنح فيه التراخيص الأمنية (إذا كان هناك تراخيص أساساً) للجمعيات الشيعية الغريبة بدون حساب ولا تدقيق في أموال التبرعات التي تأتيها، ما زال الترخيص للجمعيات الدينية الإحيائية السنية أمرا مستحيلا حتى اليوم.

 


التأييد والدعم   

في الداخل كانت علاقة بشار تتزايد بالشيعة في سورية، وتحديدا بالتيار العلوي الشيعي، ومنه بالشيعة السوريين والعراقيين والإيرانيين، وقد زاره هؤلاء زيارات خاصة في القصر الرئاسي، وفي القرداحة مرات عديدة، بل إن هذه الزيارات كانت تتكرر في المناسبات الدينية والاجتماعية والسياسية، وكانت تعني في عمومها تأييدا ودعما للرئيس المقبل.

 


امتيازات استثنائية

ما إن توفي الأسد الأب حتى بدأ الملالي باستثمار العلاقة القوية التي تربطهم بنجله الرئيس الجديد، فحصلوا على موافقات وتراخيص أمنية بتسهيلات غير اعتيادية لإقامة الحوزات العلمية والحسينيات، إلى الحد الذي أصبحوا ينشئونها دون أي موافقة.

منذ استؤنف إنشاء الحوزات الدينية عام 2001 لم يتوقف إنشاؤها، ولا شك أن تغاضيا أمنيا وإداريا غير طبيعي عن التعليمات والقوانين كان يجري مع إنشاء وتأسيس هذه الحوزات.

الحسينيات لا تسجل لدى وزارة الأوقاف ولا تتبع لها، إنما تتبع المرجعيات الدينية، الأمر الذي يمنحها حرية مطلقة في نشاطاتها بعيدا عن التعليمات المشددة التي تخضع لها وزارة الأوقاف كل ما يتبع لها.

من جهة أخرى فإن هذه الحسينيات تبنى عادة بأموال المرجعيات أو بأموال الحكومة الإيرانية، أو بأموال المحسنين الخليجيين، وعدم خضوعها للقانون والأوقاف يجعل هذه التبرعات للبناء لا تقتصر على البناء، بل تستمر لتكون رافدا للحسينية ونشاطها التبشيري؛ فرواتب إدارتها ومصاريف خدماتها ورواتب دعم «المؤمنين الجدد» يتطلب مالا تبشيريا بعيدا عن رقابة الدولة، وبتساهل استثنائي في رقابة الأجهزة الأمنية.

 


أول موكب عزاء

 فجر السبت 4 أغسطس 2001، وبمناسبة ذكرى الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء، سيرت هيئة خدمة أهل البيت أول موكب عزاء شيعي انطلق من أمام بناية الحوزة العلمية الزينبية، وانتهى عند مقبرة باب الصغير بدمشق، حيث مقبرة الفواطم عند جادة أهل البيت.

وقطع موكب المعزين – الذي ضم ما يقرب ألفي شخص من الرجال والنساء – مسافة حوالي 10 كيلو مترات سيرا على الأقدام، وهم يرددون الشعارات الجهادية وقصائد الرثاء والولاء والنصرة لآل البيت.. مرت المسيرة من شارع مدحت باشا داخلة إلى سوق الحميدية، وشاقة طريقها إلى حي العمارة حيث مقام السيدة رقية، لتعد إلى مقبرة باب الصغير.

شاهد الأهالي بأعينهم ولأول مرة صباح ذلك اليوم مئات العراقيين وبعض اللبنانيين والمعتنقين الجدد للعقائد الشيعية من طلبة الحوزات السوريين يمشون بموكب لطم، تصحبه سيارات إسعاف، وتنتشر حوله عناصر الأجهزة الأمنية، وسمع الأمويون (الشوام) بآذانهم الشعارات المنددة بظلم أهل البيت (الأمويين)! صارت الحادثة حديث الهمس بين الناس، لم يجرؤ أحد على الجهر بانتقاد علني لها.

أصبحت المسيرة عادة موسمية، تروج للمذهب الشيعي، فضلا عن كونها من الشعائر، المراد منها تبيان مظلومية أهل البيت، ومع الأيام تزداد حساسية الأهالي الذي يئسوا من تدخل الجهات المسؤولة لإيقاف هذا الاستفزاز الشيعي من قبل الغرباء في العاصمة السنية الأموية العريقة.

 


تسهيلات رئاسية للشيعة


01 انفتح بشار الأسد على الشيعة ومنحهم تسهيلات استثنائية.

02 تأسيس الحوزات والجمعيات الشيعية لم يعد يحتاج إلى موافقات.

03 مواكب لطم شيعية تخترق شوارع العاصمة وتسب معاوية أمام الدمشقيين.

04 تضييق على الجمعيات السنية ومنعها من الحصول على تراخيص عمل.