لا أجامل معالي الأستاذ تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة والمستشار بالديوان الملكي، إذا قلت إنه انتشل الرياضة في بلادنا الغالية من هاوية سحيقة، وأصدر في مدة قصيرة قرارات جريئة لتطوير الرياضة في المملكة، ستظهر آثارها العظيمة في دوري المحترفين في الموسم الرياضي القادم، بحول الله.

قبل أسابيع، صدمني -مثل غيري- خبر محزن عن تورط حكم من حكام كرة القدم، كان مرشحا للمشاركة في تحكيم بعض مباريات كأس العالم في روسيا، إذ طلب -كما فهمت- رشوة من رئيس نادي الاتحاد الأستاذ حمد الصنيع، ليعمل على تعديل نتيجة المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين لمصلحة نادي الاتحاد.

ثم توالت الأخبار عن سوابقه وسوابق غيره من الحكام، عن تلاعبهم بنتائج بعض المباريات وهو الأمر الذي صدمني لأن الحكم في الرياضة كالقاضي في المحكمة، مُلزَم بتحقيق العدالة لطرفي أي مباراة.

وحسب تفسيري -بناء على جريمة هذا الحكم- أن طلب بعض الأندية حكاما للمباريات من الخارج، ليس لسوء مستواهم في تطبيق قوانين كرة القدم لأنه قانون واضح معروف لديهم، وإنما كان بسبب تلاعب بعض الحكام بنتائج المباريات، ليس جهلا بالقوانين كما قلت، وإنما كان بعضهم يعدَّل النتائج لمصلحة الفريق الذي يدفع لهم.

لذلك، بدأت أشك في الأخلاق الرياضية لبعض رؤساء الأندية وبعض الحكام وبعض رؤساء لجان الحكام السابقين، الذين كانوا يدافعون عن أخطاء الحكام التي كانت تحوّل بعض الأندية الفائزة إلى مهزومة، وهم يعلمون أن بعض الحكام يأخذون رشاوى باسم هدايا، أو يخضعون للوعيد والويل والثبور من بعض الرؤساء أو الداعمين، وأنهم يتسترون عليهم لأنهم شركاء في الفساد.

بالعودة إلى قرارات بعض الحكام في بعض مباريات المواسم الماضية، لبعض الأندية التي فَوَّزت من لا يستحق الفوز، فإنها تعني أن البطولات كانت تذهب لمن يدفع الثمن مقدما أو مؤجلا.

لذلك، يجب توسيع عمليات التحقيق مع الحكام المنحرفين، وتقديم الضمانات اللازمة لحماية الشهود، والاحتفاظ بسرية أسمائهم، كي لا يتم إسكاتهم بأي شكل من الأشكال البعيدة عن القوانين والأخلاق الرياضية.

إن التوسع في التحقيق في جرائم تعديل نتائج المباريات لمصلحة بعض الأندية القادرة ماليا، سيُطهّر الرياضة في المملكة من بعض رؤساء الأندية والداعمين الفاسدين.

في الختام، أكرر أن معالي الأستاذ تركي آل الشيخ بتاريخه الذهبي، يجعلني واثقا جدا من قدرته على تطهير الرياضة من الفساد والفاسدين، ذلك الفساد الذي حرم بعض الأندية من البطولات، وحصرها في بعض الأندية القوية بأموالها، وليس بمستوياتها في المباريات.