تداركت الهيئة العامة السياحة والتراث والوطني بمنطقة حائل، قيام مقاول بإتلاف نقوش أثرية يعود تاريخها إلى الفترة الثمودية قبل الميلاد، منقوشة على جبل صغير محاذ للطريق الدائري من الجهة الشمالية.

وأكد مدير فرع الهيئة المهندس زياد المصيول لـ«الوطن»، أنه تم رصد الواقعة وإيقاف العمل في المشروع لتوسعة الطريق الدائري شمال حائل، بالتعاون مع إدارة النقل والطرق بالمنطقة ومقاول المشروع، وشدد المصيول على أن المشروع لو تم تنفيذه فإن النقوش كانت ستُدمر كليا.



وقف العمل بالموقع

أوضح مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث والوطني زياد المصيول، أنه تم الرفع بالواقعة إلى الإدارة المعنية بالهيئة العامة للسياحة وللتراث الوطني، وسيتم اتخاذ القرار بالتعاون مع وزارة النقل لوقف العمل في الموقع، أو نقل النقوش إلى المتحف، وبيّن أن قيمة الآثار تكون عادة في في موقعها.

وتابع المصيول، إن النقوش الثمودية منتشرة في جبال أجا المحاذية لحائل من جهة الغرب. يذكر أن الفنون الصخرية في موقعي جبه والشويمس بمنطقة حائل، تم اعتمادها قبل أكثر من عامين ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو.



موقع تاريخي مهم

أوضح المرشد السياحي المرخص من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني فريح المهنا، أنه زار الموقع أكثر من مرة برفقة سياح، قام بعرض هذا الأثر التاريخي عليهم وترجمته، مشيرا إلى أن الموقع يعد من الوجهات السياحية التي يزورها السياح، منوها بأن هذا النقش أحد الأمثلة والدلالات على العمق الحضاري والتاريخي لمنطقة حائل، وهو مثال رائع للخطوط الثمودية، أو كما يسمى بخط البادية المنتشر في منطقة حائل، وتحديدا في مدينة جبة، أحد مواقع التراث العالمي في المملكة، والذي تم رصد ما يقارب 5430 نقشا فيها، ,هذا النقش الموجود داخل مدينة حائل يعود إلى الفترة الثمودية 2000 سنة قبل الميلاد، وهو عبارة عن نص قصير جدا يشبه إلى حد كبير ما يتداول في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في وقتنا الحالي، ويكتب كرسالة مودة وتحية من رجل إلى رجل آخر، وهذا حال النصوص الثمودية التي تكون عبارة عن نصوص قصيرة جدا، يكتبونها ليذكروا أسماءهم، أو يرسلوا تحياتهم، كما أنهم يذكرون ملكيتهم للإبل في هذه النصوص.

ولفت المهنا إلى أنهم لا يصطحبون كثيرا من السياح لعدم ملاءمة الموقع، وحرصا على سلامة السياح لا يتم أدارج هذا الموقع في جدول الرحلات، ولا نحرص على زيارته كثيرا، ومن الأفضل نقله إلى داخل المتحف الإقليمي كما هو، أو إزاحته عن الطريق بواسطة مختصين ليبقى مزارا سياحيا شاهدا على حضارة هذا الوطن.



آثار ذات قيمة

قال نائب رئيس مجلس النادي الأدبي بمنطقة حائل رشيد الصقري لـ«الوطن»، «وقفت على الموقع وتأكدت بنفسي من وجود نقش قديم يعود تاريخه إلى آلاف الأعوام قبل الميلاد، وتتعرض لخطر إزالتها، منوها بأن هذا النقش يعد كنزا لا يقدر بثمن ويجب المحافظة عليه، فالدول تطالب بآثارها التي سُرقت منها، ونحن نجد من يهدم آثارنا بجهل وعدم معرفة قيمتها، ووصف الصقري هذا النقش بالكائن الحي الذي لا يمكن قتله، فهو يعبر عن تاريخ بلادنا الغنية بالآثار.

وناشد الصقري رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، بإرسال فرقة متخصصة وحماية هذه النقوش.