في العام الماضي سافرتُ إلى جنوب جواتيمالا، وهي مصدر إحدى أكبر عمليات الهجرة غير القانونية إلى الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. ومن الواضح لماذا يُغادر الناس: جواتيمالا بلد مليء بالصراعات السياسية والعنصرية المتوطنة ضد السكان الأصليين، وكذلك الفقر وعنف العصابات بشكل متزايد.

ولكن هناك بُعد آخر أقل صيتا لهذا الترحيل، حيث إن الجفاف وارتفاع درجات الحرارة في جواتيمالا يجعلان من الصعب على الناس كسب قوتهم أو حتى البقاء على قيد الحياة، مما يزيد الوضع السياسي ضعفا أكثر بالنسبة لـ 16.6 مليون شخص يعيشون هناك.

وقبل وقت طويل من وقوع كارثة الانفصال الأسرية غير المعقولة على حدود أميركا الجنوبية، جعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب المعركة ضد المهاجرين غير الشرعيين صرخة حملته وإدارته. وفي يونيو الماضي انسحب ترمب من اتفاقية المُناخ في باريس.

اليوم، ووفقا لوكالات الإغاثة العالمية، أُجبر أكثر من 68 مليون شخص في العالم على الفرار من ديارهم، بسبب الحروب والفقر والاضطهاد السياسي في كثير من الأحيان. وإنني ككاتبة، أركِّز بشكل كبير على قضايا الهجرة القسرية، حيث إن المئات من المهاجرين الذين أجريت معهم مقابلات في السنوات القليلة الماضية - سواء في جامبيا أو باكستان أو السلفادور أو جواتيمالا أو اليمن أو إريتريا - غالبا ما يُغادرون بسبب بعض المشاكل السياسية الحادة في بلادهم. ولكني لاحظت أيضا شيئا آخر أثناء تلك المقابلات: إذا تحدثت مع هؤلاء المهاجرين لفترة كافية، فسوف تسمع عن بُعد آخر أكثر عمقا بشأن المشاكل التي تركوها وراءهم مثل التدهور البيئي بسبب تغيُّر المُناخ.

ويقدِّر مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنه منذ عام 2008، نزح 22.5 مليون شخص بسبب أحداث مُناخية عنيفة. ويشمل ذلك مآسي المجاعة المنتشرة في دارفور والرياح الموسمية والفيضانات في بنجلاديش والإعصار الكارثي في بورتوريكو. وكلما ازدادت درجة حرارة مُناخ كوكبنا، ازداد عدد الأشخاص الذين يغادرون منازلهم. ومع ارتفاع حرارة عالمنا وارتفاع مستويات البحار، من المتوقع أن تصبح مشكلة الهجرة القسرية أسوأ بكثير في جميع أنحاء العالم.

إن الخطاب المضاد للمهاجرين في إدارة ترمب جعله مسرحا متقنا ومفاجئا، لكن مع عواقب إنسانية حقيقية وفي بعض الأحيان مميتة. إن ترمب يعني ما يقوله: إنه يريد أن تتوقف الهجرة من الدول الفقيرة، وتلك التي تواجه التهديد المتنامي للمُناخ المتغيِّر.

إذا كان الرئيس ترمب يريد حقا الحد من الهجرة «غير الشرعية» إلى الولايات المتحدة على المدى الطويل، فمن الأفضل أن يكون جادا بشأن تغيُّر المُناخ. أو يمكنه العمل بمسؤولية لمحاولة الحد من الهجرة الدولية من خلال التصدي لتحديات الاحتباس الحراري للأرض.


لورين ماركهام*

 *كاتبة مستقلة تكتب عن الهجرة والبيئة – صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية