نحن في مجتمع لا نحب الصراحة والوضوح في تعاملنا مع بعضنا. وفي المواقف الحساسة التي تتطلب منا شفافية أكثر، تجد أننا نتعامل معها بتحفظ غير مبرر!

عدم الوضوح في التعامل له سلبيات كثيرة، ولعل أبرزها هو تراكم المواقف ضد شخص معين، مما يؤدي إلى انفجار الغضب حتى على أتفه الأسباب، وهذا يحصل معنا دائما، ولو تأملت لحظات الغضب التي ثرت بها على أحدهم وأطلقت العنان لإخراج كل ما بجوفك من مشاعر تجاهه، لوجدت أن تراكم المواقف كان هو السبب. وقد تلوم نفسك كيف اجتاحك الغضب على هذا الموقف التافه، رغم أنك مررت بمواقف أكبر وأصعب ومن الشخص نفسه! كل ذلك يعود لمجاملاتنا وعدم وضوحنا مع بعضنا في علاقاتنا. صحيح أن في التغاضي نصف السعادة، ولكن ليس دائما، فهذا التغاضي هو من قادنا لمثل هذه النتائج السلبية. أصبحنا كالقنابل الموقوتة التي قد تنفجر لأتفه الأسباب. ولذلك جرب أن تكون واضحا في مشاعرك وفي علاقاتك مع الآخرين. وعندما تسمع كلمة مسيئة أو عبارة جارحة أو تصرفا غير مقبول، توقف عنده وتحدث عنه بكل صراحة ولا تجعله حبيسا في قلبك، حتى لا يصبح مثل كرة الثلج التي تبدأ صغيرة ويكبر حجمها كلما تدحرجت للأسفل.

تأكد أن مجرد الحديث وإخراج هذه المشاعر بكل صراحة سيخفف الغضب ويقضي عليه. نعم هناك مواقف من الحكمة السكوت عنها ونسيانها ليداويها الزمن، ولكن هناك كثير من المواقف التي يجب أن نتوقف عندها ونناقشها بشفافية حتى لا تتضخم وتكبر وتقودنا للانفجار.