أكد الأستاذ في قسم الجغرافيا بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، قيام بعض البلديات والأمانات، وأحيانا بعض المواطنين بزراعة شجرة الواشنطونيا، وهي شجرة متواضعة الجمال، تأخذ مكانا، وتستهلك ماء دون أن تعطي شيئا يُذكر للإنسان بل وحتى للحيوان والطيور، إذ لا تترك ظلا يتناسب مع رعايتها واستهلاكها، والحيز الذي أخذته، مؤملا ألا تُستزرع على مستوى الجهات الحكومية أو الأهلية، فهي بالنهاية خسارة نسبيا، وأن يُستعاض عنها بأشجار ذات ظل وافر، وجمال آخذ، وأن تكون من الأشجار المجربة والمناسبة لأجوائنا، ومن أفضلها شجر النيم، واللبخ، والبنسيانا، والسدر.. إلخ، والتفاصيل لدى المختصين في هذا المجال، وما يقال عن شجرة الواشنطونيا ينسحب (جزئيا) على النخل، إذ التوسع بزراعته في الحدائق والطرق في المدن والمحافظات قد يكون أمرا غير مناسب لعلل منها: استهلاك المياه، وشح ظله، وطول رعايته، وضعف تنقيته للأجواء مقارنة بالأشجار السالفة.


تأقلم الأجواء

يأمل المسند من الجميع عدم زراعة بعض الأشجار التي لا تناسب أجواءنا كأن تكون جوّارة من شدة البرد أو الحر، أو أن تكون معتدية على خطوط الصرف الصحي في المنازل، والخزانات المائية، أو أن تكون لها رائحة كريهة، أو ذات سمية، أو شحيحة الظل، أو لا تتحمل الجفاف، وبالتالي نخسر الوقت والجهد والمال في زراعتها، ثم نتفاجأ بموتها أو قلعها لسبب أو أكثر مما ذكرنا.


الوعي البيئي

قدم المسند نصيحته للمشتغلين في البستنة والزراعة ومن المختصين في هذا المجال أن ينشروا قائمة بأفضل الأشجار التي تزرع في المنازل، وقائمة أخرى للطرقات، وقائمة أخرى للحدائق والمتنزهات، وقائمة أخرى للاستراحات، وقائمة أخرى للمزارع وهكذا، حتى لا يزرع المواطن ويبدأ من الصفر دون خبرة أو دراية ثم يعود إلى المربع الأول كما بدأ، وهذا يحصل كثيرا على مستوى المواطن وبعض الجهات الحكومية كالبلديات، وهذا بسبب الجهل وعدم التخصص أو السؤال والاستفسار، ومرده جزئيا قصور في توجيه المتخصصين والمهتمين في هذا الشأن في تنمية الوعي البيئي في هذا الاتجاه، وتثقيف الجميع في شأن الأشجار ورعايتها.





استشارات بيئية

كما أن كثيرا من المواطنين يقومون بزرع الشتلات الصغيرة بجوار الأسوار، ويتعاملون معها وكأنها شُجيرات صغيرة وورود فحسب، ثم بعد بضع سنين نجد أن الشجرة كبُرت وترعرعت، وربما أثرت على السور أو البلاط ونحوها، بسبب عدم اختيار الموقع والأبعاد وفق رؤية زمنية مدروسة، وغياب الموجه والمرشد الزراعي، وينتج عن هذا أن تُقطع الشجرة بعد بضع سنين!! فنعود للمربع الأول «وكأنك يا بو زيد ما غزيت» وكما قيل «صب واحقنه».

مؤكدا أن الجميع يحتاج استشارات بيئية بستانية في شأن الزراعة المنزلية على وجه التحديد، والزراعة البلدية من قبل جهات أو أشخاص أصحاب خبرة ودراية أو تخصص، وألا يُترك الناس شذر مذر لا يعلمون ما يزرعون؟ وكيف يزرعون؟ ومتى يزرعون؟