لست مؤمناً بقول حكيم الشعراء زهير بن أبي سلمى "رأيت المنايا خبط عشواء من تصب... تمته، ومن تخطئ يعمر فيهرم"، لكني بكل ثقة مؤمنٌ بأن طرقاتنا هي التي "خبط عشواء من تصب... تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم" ..!.

خلال العيد الماضي شاركت عزيزاً الحزن على فقد 4 من أبنائه في عمر الزهور، أسكنهم الله فسيح جناته وخلف أهلهم في مصيبتهم خيراً.. وفي ذات الوقت من العام الماضي شاركت صباح العيد في دفن 5 أفراد من عائلة واحدة، كلهم قضوا على طرقات إما متهالكة أو ضيقة تتزاحم عليها السيارات.. الكل يعلم أن الموت لا يفارق طرقاتنا شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، ولكن بالتأكيد تقل الأعداد كلما اتجهنا إلى عدد من المدن الكبرى لسبب واحد هو وجود شبكة طرق سريعة تخدمها، بينما كثير من مدن الأطراف لا تعرف تلك الشبكة، ربما تحتاج مناطق الأطراف إلى الاستعانة بمسؤولي المدن الكبرى.. لعل حال طرقاتها تتغير وتقل عليها الحوادث المميتة!

معالي وزير النقل أنا لا أطلب أن تركب سيارتك لتذهب إلى طرق الأطراف لتستكشفها، ولا أن ترسل من يكتب لك تقريراً عنها كما يراه هو لا أنت، فالتقنية كفتك ذلك، فقط أرجو منك أن تفتح "كمبيوترك" الشخصي، وتستعرض طرق المملكة عبر موقع (قوقل إيرث) وتقارن بينها!

معالي الوزير.. مدن الأطراف تسمع بمشاريع النقل إلا أنها لا ترى إلا التحويلات والطرق المرقعة والمنعطفات الخطرة والمشاريع المتعثرة..

معالي الوزير الميزانية مفرحة والخير وفير ولله الحمد، والقيادة كريمة، فإذا لم يُعتمد للشمال والجنوب طرق سريعة نموذجية مكتملة كتلك التي في غيرها من المناطق، ونحن في رخاء، فمتى يكون ذلك؟