عندما تشتد حرارة الصيف ويزيد لهيب الشمس تكثر رحلاتنا إلى الخارج. نبحث عن الأجواء الجميلة والمناطق الباردة والممطرة. والأهم من ذلك كله أننا نريد أن يقبلنا العالم كما نحن، في عاداتنا ولبسنا وممارساتنا الدينية. وهذا من أبسط حقوقنا ومن أبسط حقوق أي إنسان. ولذلك تجدنا نقيم الصلاة في الحدائق العامة، وفي المولات، وأحيانا في الشوارع، وفي دول علمانية والمسلمون فيها لا يشكلون نسبة كبيرة من السكان.

وتجد نساءنا بنقابهن وحجابهن، ولا يستطيع أي شخص أن ينكر عليهن ذلك.

ولكن، هل نستطيع أن نستفيد من تجربة السفر؟ هل نستطيع أن نؤمن بحرية غيرنا؟

نحن نريد من كل العالم أن يحترمنا ويحترم عاداتنا وممارساتنا الدينية، وفي بلدنا نحارب عادات الآخرين وممارساتهم الدينية.

لو أن أجنبية مشت في شوارعنا دون عباءة لقالوا يجب عليها أن تحترم عادات وتقاليد البلد!، وإذا سألتهم لماذا هم يحترمون عاداتنا وتقاليدنا في دولهم؟ كانت الإجابة: «هذه دول علمانية وأنظمتها تنص على احترام حريات الآخرين»! وكأنه اعتراف صريح ومباشر بعدالة العلمانية وإنسانيتها!

تخيل معي لو كانت هذه الدول ليست علمانية، وإنما تقيم أنظمتها حسب شريعة الغالبية! هل تستطيع أن تصلي في أي مكان؟ هل تستطيع المنقبة أن تتنقب؟ والمتحجبة أن تتحجب؟ هل ستجد المساجد والمراكز الإسلامية في كل مكان؟

لا يعرف قيمة العلمانية ولا يشعر بأهميتها إلا الأقليات.

نحن نحارب العلمانية في الداخل ونبحث عنها في الخارج. أليست هذه هي قمة الميكافيلية؟ أكاد أجزم لو كان لنا من الأمر شيء لغَيّرنا أنظمة هذه الدول التي تحترم حريات الآخرين، والتي نهاجر إليها ونبحث عنها في حلنا وترحالنا. ولذلك نحن علمانيون فقط في السفر.