فيما أعلنت كوريا الشمالية أمس تعليقا فوريا لإجراء أي تجارب نووية أو صاروخية، بالإضافة إلى إغلاق موقع للتجارب النووية سعيا لتحقيق النمو الاقتصادي وإحلال السلام، وذلك قبيل قمتين مزمعتين مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، صعدت إيران من تهديداتها للسلام العالمي الساعي لنزع السلاح النووي، وذلك عبر تصريحات وزير خارجيتها محمد جواد ظريف في إحدى القنوات الأميركية، التي أكد فيها أن بلاده ستستأنف أنشطتها النووية بشكل أسرع، في حال انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.




طهران تفقد حليفا إستراتيجيا

علق المحلل السياسي الدكتور وحيد حمزة على مستقبل الملف الإيراني وعلى الصعيد الدولي بعد تخلي كوريا عن برنامجها النووي، قائلا إن طهران فقدت حليفا إستراتيجيا لها دعمها في العديد من احتياجاتها العسكرية والنووية، وذلك سيسهم في أضعاف مواقفها وسياساتها الإقليمية، وبالتالي يقلل من مخاطرها العسكرية بل وحتى الأمنية على المنطقة.

وأوضح أن كوريا تعهدت بوقف تجاربها النووية والصاروخية بعد زيارة كيم الأخيرة إلى الصين الشعبية التي تدخلت لإقناع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بمخاطر تهديداته واحتكاكاته العسكرية مع الولايات المتحدة. وتابع: «من الواضح أن كيم جونج قد أدرك خطورة تهوره في علاقاته السياسية والعسكرية الدولية».




حوار نشط

بعكس إيران ولغة التهديد التي تمارسها، أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أن بلاده لم تعد بحاجة إلى إجراء تجارب نووية أو تجارب إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات لأنها استكملت هدف تطوير أسلحة نووية.وقالت كوريا الشمالية إنها «ستسهل الاتصال الوثيق والحوار النشط» مع دول الجوار والمجتمع الدولي من أجل تهيئة «بيئة دولية مواتية» لاقتصادها.

وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها كيم بشكل مباشر عن موقفه من برامج الأسلحة النووية لبلاده قبل القمتين المزمعتين مع رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن هذا الأسبوع، ومع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أواخر مايو أو أوائل يونيو.




تحول كبير

كان جد كيم قد شرع في تطوير الأسلحة النووية وواصل والده العمل لكن التعهد بوقف ذلك يعني تحولا كبيرا في موقف الزعيم الشاب (34 عاما) الذي دعم أمنه بترسانته النووية، وأمضى سنوات وهو يحتفل بمثل هذه الأسلحة كجزء لا يتجزأ من شرعية نظامه وقوته.

ولا يفي تعليق التجارب النووية والالتزام بإغلاق موقع للتجارب النووية بطلب واشنطن وهو تفكيك كل الأسلحة النووية والصواريخ التي تملكها كوريا الشمالية.

لكن خبراء يقولون إن الإعلان عن تنازلات الآن وليس خلال اجتماعات القمة يظهر أن كيم جاد بشأن محادثات نزع السلاح النووي.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية بعد أن عقد كيم جلسة مكتملة للجنة المركزية لحزب العمال الحاكم الجمعة «سيتم تفكيك أرض التجارب النووية الشمالية في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لضمان وقف التجارب النووية بشفافية».

وقالت الوكالة «سنركز كل الجهود على بناء اقتصاد اشتراكي قوي وتحسين مستوى معيشة الشعب بشكل كبير من خلال تعبئة جميع الموارد البشرية والمادية للبلاد».




ردود فعل أخرى

ووصفت بريطانيا قرار كوريا الشمالية بأنه خطوة إيجابية وعبرت عن أملها في أن تكون الخطوة بادرة لحسن النوايا.

وقالت الحكومة البريطانية في بيان «التزام كيم جونج أون طويل الأمد بوقف كل التجارب النووية وإطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات خطوة إيجابية ونأمل أن يشير ذلك إلى سعي للتفاوض بحسن نية».

وأضافت «نبقي على التزامنا بالعمل مع شركائنا الدوليين من أجل تحقيق هدفنا بنزع شامل وحقيقي ولا رجعة فيه للسلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية وأن يتم ذلك من خلال الوسائل السلمية».

كما رحبت أستراليا بالقرار ولكن ببعض الحذر. وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب إنه يجب اتخاذ «خطوات يمكن التحقق منها» لضمان وقف التجارب.وفي أول ردة فعل لها على القرار الكوري الشمالي، رحبت وزارة الخارجية الروسية أمس بإعلان تعليق التجارب النووية والصاروخية ودعت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إلى تقليل أنشطتهما العسكرية في المنطقة.