اشتعل الدوري السعودي قبل انطلاقته بصراع قوي خارج الملعب وتنافس محموم في إبرام الصفقات، قد يكون معقلا الأهلي والاتحاد أكثر هدوءا من الإثارة التي تتجلى في العاصمة بين الجارين الهلال والنصر، في حين اختفت ملامح الشباب، رغم أنه الضلع الثالث بين أندية الرياض غير أن المشهد لا يتحدث سوى عن هلال ونصر، ونجاح تلك الصفقة وتعثر أخرى وتداخل قوى بين الطرفين في سبيل تغيير مسار لاعب وهكذا وإن كانت تلك الصورة ليست جديدة على أجواء الناديين اللذين يقطنان في دائرة واحدة.

ميزانية البيت الأصفر المتخمة ربما تجيز له في مثل هذا التوقيت للدخول في أعتى المنافسات لتحويل مسار اللاعبين، وهذا حق مشروع، في حين أن الهلال الذي عرف عنه تضافر رجالاته وبالتالي قدرتهم على حسم الأمور، إلا أن مسيرة التعاقدات لهذا الموسم أشبه بمن يتوكأ على عصا هشة تسعفه مرة وتسقطه مرات، غير أن شخصية الفريق الأزرق ثابتة، وهذا ما يميزه بل إن صلادته لا تظهر إلا في الشدائد حينما يضيق الخناق عليه.

ننتظر أولى نزالات الموسم بطولة وأي بطولة، السوبر السعودي بين الاتحاد المتحفز والجاهز بكل قوة على غير العادة وخالي الوفاض من الديون ومكتمل الصفوف وأغلق ملف أجانبه مبكراً، في حين أن الطرف الآخر وهو الهلال لايزال يبحث عن نفسه، رغم أنه يتفوق على الجميع في انسجام لاعبيه المحليين بعيداً عن الأجانب ولا يمكن ان نتجاهل الثلاثي (الحبسي وإدواردو وخربين) فهم من كوكبة الأبطال وضمن تناغم الفرقة الزرقاء في إشاره إلى أن هناك هلالاً براقاً قادر على أن يضرب بقوة حينما يحمى الوطيس، صراع السوبر والمنافسات العربية البداية الأقوى قبل انطلاقه معقل دوري الكبار الذي لامكان فيه إلا للأقوياء، لأن المسافة بين المتبارين لم تعد مترامية الأطراف وإنما متقاربة المسافة ومن يملك اللاعب القادر على الحسم ستكون له الغلبة، وربما يظهر في هذا الموسم أكثر من (فيصلي) يقارع في النهائيات، في ظل زخم النجوم الوفيرة في جميع الفرق، وإن غداً لناظره قريب.