لقد طالعت مقال الدكتور علي الموسى تحت عنوان: «العرب: البريكزيت السعودي» والمنشور في 19 أبريل، والذي تناول من خلاله الدعوة بالتقرب أكثر إلى إخواننا غير الأشقاء في كون الله الواسع وفي الحياة، وأقصد بالقول إخواننا «الفرنجة»، لا بأس فنحن بفضل الله ثم بفضلهم استمتعنا بالكثير الكثير الذي بدون وجودهم معنا على نفس الكوكب ما كنا ندرك أو نرقى حجم ما كان يصيبنا من معاناة بدون وجودهم في حياتنا.

الاعتراف بالحق فضيلة، دعني أقول «ما أجمل وجهة نظركم في هذا الصباح الجميل التي لا تمثل أحدا غير قلمك»، ولكن ألم يكن في مقدور قلمك أن يتمهل قليلا ليتدبر ويتفكر فيما يدعو إليه، ألم تذكره بأننا أمة تتكون من نسيج واحد إذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحمى، ألم يتمهل قلمك يا دكتور الموسي ويتذكر أننا خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، جميل جدا ورائع أن نتعاون ونتصادق ونتبادل المنفعة والخير مع الجميع دون ما تميز، جميل ورائع أن يدعو قلمك إلى مرسول الحب الجديد مع الممختلف ستويات شرقا وغربا شمالا وجنوبا، ولكن دون أن يبتعد عن القافلة ويشرد عنها، ونحن كما تعلم ويعلم قلمك أننا من قديم الزمن والتاريخ يشهد بذلك، ألم يجعلنا الله شعوبا وقبائل لنتعارف أو ليست يد الله مع الجماعة، وكان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، هذه منذ القدم ثوابتنا ومنبع سلوكياتنا وحضاراتنا، نحن أهل الضاد يا سيدي لغة وفكرا وثقافة وجوارا وتاريخا ووجودا مشتركا لمصير واحد منذ البدء، ولا أعتقد أن يقبل قلمك أن ينفرط العقد، أقول ذلك ليس من باب الدروشة والاتكالية، ولكنها ثوابت تكمن جنبا إلى جنب مع الحصيرة الإيمانية المتجزرة في داخل كل منا، ومرتكزات تحصن بها وعليها وعينا وتاريخنا حتى تشكل فينا هذا الرقي، وهذا السمو الذي نطمح شعوبا وقبائل أن يسود حبا ورحمة وتسامحا تمليها علينا مفردات الدين القويم، ممثلة في سماحته ووسطيته، وأيضا عمق منابع وأصول جذور حضارتنا ومجد وأنفة مأثوراتنا وعاداتنا، التي قامت على الاعتدال والمساواة بعيدا عن العنف والتطرف والعنصرية.

وهل هناك أفضل من ابن الخطاب شاهدا على ذلك، وأصل لآخر حديثي لأقول سلمت وسلم قلمك، ولأني لا أملك غير قلب مفعم بالحب وبالعشق فهو دليلي أخبئ فيه من خلال نبضه حروفي وكلماتي التي تحمل هواجسي وعواطفي وانفعالاتي بكل الصدق، تجاه الإنسان أيا كان وأينما يكون واتجاه الأرض، أرض هذا الوطن الواحد الممتد من المحيط إلى الخليج، وحضنه الذي عشته وعاشني وفرحت بانتمائي به، وله ومنه وإليه فضلا دكتور علي دع قلمك يصور فرحة القلب العاشق.