أفصحت دراسات حديثة نشرتها شركة الأبحاث الشهيرة «جارتنر» بأنه في عام 2018 ستصل النفقات العالمية المتعلقة بالأمن السيبراني إلى 96 مليار دولار «360 مليار ريال»، حيث إن الأمن السيبراني يُعد تحديّاً كبيراً يواجه القطاعات بسبب النمو السريع للتكنولوجيا بالمملكة، والتحديّات التي تواجهها في سبيل توفير الأمان للمجتمع، وكافة قطاعات الدولة في ظل الاستخدام الواسع للتقنية وتطبيقاتها.


توجّه المملكة التقني


أوضح الخبير التقني، فيصل عبد الجبّار«يعتبر الأمن السيبراني سلاحا إلكترونيا ودرعا حصينا، وأحدثت خطوة المملكة في التوجّه نحو الأمن المعلوماتي تقدما كبيرا من خلال تقليص الأخطاء ومعالجة الثغرات لإيجاد الحلول الأمنية». وأضاف العبد الجبّار «بدلاً من أن يخرج الشباب السعودي تحت مسمّى (هكر) يصبحون تحت مظلّة رسمية تحمل اسم خبراء (أمن معلوماتي)، بالإضافة إلى توظيف قدراتهم ومواهبهم لخدمة هذا الوطن».


خطر الحروب السيبرانية


ذكر مسؤول أمن المعلومات بمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) يوسف غزيز، والحاصل على جائزة أمن المعلومات في الشرق الأوسط لأفضل 100 مسؤول أمن معلومات، أن «الأمن السيبراني ظهر مع بروز ثورة المعلومات، والاستخدام الواسع للإنترنت، حيث أصبح الآن لدينا الكثير من الأجهزة والأنظمة والتقنيات المتقدمة التي تتم إدارتها وتشغيلها عن طريق شبكة الإنترنت، مما يؤدي إلى انتشار الحروب السيبرانية، من خلال استغلال ثغرات تقنية تؤدي بالوصول إلى البنية التحتية أو البيانات الحساسة، والتي تعد من أخطر ما يهدد أنظمة الدولة، مما سينتج عنها حدوث خسائر مالية كبيرة تقدر بـ 6 تريليونات دولار سنوياً «22.5 تريليون دولار» بحلول 2021، حيث إن خسائر العام الماضي بلغت 3 تريليونات دولار «11.3 تريليون ريال» حسب شركة cybersecurity ventures لأبحاث أمن المعلومات».


نهضة التقنية


أضاف غزيز «ركزت الرؤية على الجانب التقني وتطوير الحكومة الإلكترونية، والاعتماد عليها لتقديم كافّة الخدمات للمستفيدين من أجل تحقيق استمرارية نهضة التقنية ضمن الرؤية»، وتابع «جاء الأمر الملكي بإنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني لتعزيز حماية الشبكات وأنظمة تقنية المعلومات وأنظمة التقنيات التشغيلية ومكوناتها من أجهزة وبرمجيات، وبالتالي يقود ذلك إلى تعزيز الأمن السيبراني للدولة وحماية مصالح المملكة الحيوية وحماية أمن المملكة الوطني».


تعزيز الأمن الإلكتروني


أشار عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور فهد السّلمي، إلى أن الأمن السيبراني سيساهم في تعزيز الأمن الإلكتروني بالمملكة، وحماية مصالحها على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، وذلك من خلال وضع خطة إستراتيجية شاملة وتطبيقها على كافة قطاعات الدولة الحكومية والخاصة.

وأضاف السّلمي «سيقوم الأمن السيبراني بمساعدة القطاعات بالمملكة للتصدي للهجمات الإلكترونية، وذلك باستخدام أحدث التقنيات ورفع مستوى الوعي والتدريب لجميع الموظفين العاملين فيها، حيث إن حدوث الهجمات الإلكترونية سابقاً يعود لعدم التزام بعض الجهات في تطبيق أعلى المعايير في الأمن السيبراني وأيضا عدم رفع مستوى الوعي والتدريب لموظفيها».


الهجمات الإلكترونية


حدد مؤسس تطبيق «كيورا» وائل كابلي، 3 عوامل أدت إلى انتشار الهجمات الإلكترونية في الوقت الحالي، وهي: زيادة حدة الهجمات واستهدافها لمفاصل مهمة وحيوية في أي الدولة، ونمو القطاع الرقمي واعتماد الدولة على الرقمنة، وبالتالي تكون أكثر عرضة للهجوم، وأخيراً ضعف البنية الأمنية التحتية بالقطاعين الخاص والعام، معرباً عن أسفه بأن الهجمات لم ولن تتوقف أبداً وهي موجودة منذ عقود وتتزايد يوما بعد يوم، ولكن بدأ الإعلام والمجتمع بالالتفات لها مؤخرا.

وقال كابلي «إن الأمن السيبراني ينتج الكثير من البيانات الأمنية مثل محاولات الدخول على الأنظمة والشبكات والحركات الناجحة والخاطئة داخل هذه الشبكات، وبالتالي تتكون عندنا تكتلات من البيانات الضخمة التي لا يستطيع البشر التحكم فيها ولا قراءتها، ومن هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي ليحلّل ويتنبّأ بمواقع الثغرات وسيناريوهات الهجوم السيبراني، واستكشاف البرامج الخبيثة وغيرها حتى يتمكّن من التصدّي لهذه الهجمات».

من جهتها، أوضحت أستاذ أمن نظم المعلومات المساعد في جامعة الملك سعود الدكتورة شدى السّلامة «جاء استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال أمن المعلومات بتحليله لمحتوى البيانات المتواجدة في وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التنبّؤ للهجمات التي يتوقع حدوثها في المستقبل، سواءً على أرض الواقع أو في الفضاء السيبراني، ساعياً من خلاله إلى بناء بيئة سيبرانية صحية».


منظومة حماية


وأشارت السلامة إلى وجود شحّ في تخصصات هذا المجال في المملكة وحول العالم، وقالت «إن نسبة النساء المتخصصات في مجال أمن المعلومات يصل فقط إلى 11% في العالم، وتصل نسبة الاحتياج والنقص في هذا المجال إلى 50%، ويأتي دور منظومة (حماية) في بناء وجمع الكوادر السعودية المتخصصة في شتى مجالات أمن المعلومات من أجل نقل المعرفة والمساعدة على التدريب والأبحاث، في مقدمتها نشر الوعي في المجتمع بأهمية أمن المعلومات، والتي من ضمنهم فئة الصمّ بهدف توفير جو آمن يساعدهم على التعايش مع المجتمع»، وأكّدت أن دور منظومة (حماية) يعد دورا مكمّلاً بالمقارنة مع الاتّحاد السعودي للأمن السيبراني، حيث يقوم بتنظيم دور المجتمعات من أجل الوصول إلى الأهداف السّامية، وتوفير الحماية الكاملة على مستوى الفرد والحكومة.


الأمن السيبراني سلاح إلكتروني ودرع حصين


إنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني لتعزيز حماية الشبكات وأنظمة تقنية المعلومات والتشغيلية


تعزيز الأمن السيبراني للدولة وحماية مصالح المملكة الحيوية


المملكة أحدثت خطوة نحو الأمن المعلوماتي بتقليص الأخطاء ومعالجة الثغرات


11% نسبة النساء المتخصصات في مجال أمن المعلومات بالعالم


50% الاحتياج والنقص في هذا المجال


دور وحماية


بناء وجمع الكوادر السعودية المتخصصة في شتى مجالات أمن المعلومات





نشر الوعي في المجتمع بأهمية أمن المعلومات





توفير الحماية الكاملة على مستوى الفرد والحكومة


3 عوامل أدت إلى انتشار الهجمات الإلكترونية


01

زيادة حدة الهجمات واستهدافها مفاصل مهمة وحيوية

 


02

نمو القطاع الرقمي والاعتماد على الرقمنة

 


03

ضعف البنية الأمنية التحتية بالقطاعين الخاص والعام