عدّ عضو هيئة كبار العلماء، المستشار بالديوان الملكي الشيخ عبدالله المطلق، أن التأمين على الشخص المريض، خداع لشركات التأمين، ومن الغش المحرم، كما شدد على أهمية علم الواقع ومستجدات العصر، مطالبا المختصين في المجالات العلمية الحديثة التواصل مع كبار العلماء وشرح المستجدات العلمية لهم، لمساعدتهم في اتخاذ القرارات المناسبة في الأمور التي تمس حياة الناس، مؤكدا في السياق ذاته أن هيئة كبار العلماء لا تتخذ أي قرار إلا بعد استشارة المختصين وسؤال الناس.

جاء حديث المطلق في سياق تعليقه على مقترح لأحد المشاركين في اللقاء المفتوح للوقف الخيري، والذي نظمته لجنة الأوقاف بالغرفة التجارية بالرياض، مساء أول من أمس، بخصوص صرف جزء من مصارف الأوقاف للتأمين الصحي على الفقراء، إذ شدد المطلق على أن التأمين الصحي يكون على الشخص السليم الذي يخشى مرضه، مضيفا أن التأمين على الشخص المريض أو التأمين على المركبة بعد تعرضها لحادث خداع لشركات التأمين، ومن أعمال الغش المحرمة.

واستبعد المطلق أن ينجح مقترح التأمين الصحي على الفقراء والمحتاجين، وبرر ذلك بعدم وجود ملاءة مالية لدى الجمعيات الخيرية والوقفية، تمكّنها من التأمين على جميع المحتاجين.



المنفعة الممتدة

قال المطلق «إن أفضل الأوقاف هي لمن يوقف في حياته وليس من يوقف له بعد مماته، وهناك من يوقظ الله الخير في قلوبهم فيشتغلون لأنفسهم وهم أحياء، ووفقهم الله في تشييد عشرات المساجد والمدارس والمرافق الخيرية، وحث الواقفين أن يتبنوا الجوانب والمجالات الداعمة للمجتمع، لأنها عظيمة المنفعة الممتدة في الأجيال اللاحقة، مثل تبني نفقات علاج بعض الأمراض السارية والمعقدة، كجراحات القلب المفتوح والفشل الكلوي، و التعليم، وغيرها.

 


الأوقاف التقليدية

اقترح المطلق أن تتم إعادة دراسة بعض الأوقاف الصغيرة في القرى وإعادة هيكلتها، لتتمكن من تعظيم فوائدها وعوائدها على الناس والخدمات المستهدفة، ومن الأوقاف التقليدية التي ما زالت سارية وسط شرائح كبيرة بين الناس في هذه المنطقة ما يسمى بأوقاف الأضاحي، وقال إن الناس ليسوا بحاجة إلى اللحم في زماننا وبعض الخيرين المقتدرين يرصد سنويا عشرات الملايين ويكرّسها لتوزيع الأضحية واللحوم، وعلى مثل هؤلاء أن يفكروا في مجالات أكثر فائدة للناس بدلا من اللحوم.

 

مجلس النظارة

عن دور مجلس النظارة في تعديل وتحسين اتجاه مصارف الوقف، قال إن الناظر هو أمين الواقف وشريكة في الأجر، ومسؤولية الناظر تكون في مرتبة الحكم والتقييم والتدقيق، وعليهم أن يبذلوا جهودا في المتابعة والمنهجية والاستماع إلى النصيحة والمشورة في سبيل تطوير عوائد المشروع الوقفي، فالمؤمن باحث عن الحق دوما.



التخصيص الوقفي

حول السر وراء اهتمام الدول الغربية بالأوقاف العلمية والبحثية، بينما المجتمع الإسلامي لم يوفق في توجيه الأوقاف نحو هذا الميدان ذي الفائدة العظيمة، أكد المطلق أن لدينا كثيرا من الجامعات ودور العلم التي نهضت على الأوقاف، إضافة إلى الجهد الحكومي، لكنه أكد أن البحث العلمي ودور العلم بحاجة إلى مزيد من التخصيص الوقفي لفائدته العظيمة للمجتمع.