• القصة باختصار، ومصدرها موقع أخبار سوريا، كالتالي: (تزوج شادي الشعبي (26 عاماً) من ابنة عمه. لم تظهر على شادي أي علامات مرض قبل زواجه بحسب ما يقول عمه ووالد زوجته، لتبدأ تغيرات واضحة تظهر على سلوك الشاب في الأسابيع الأخيرة قبل وقوع الجريمة. فبعد عدة أسابيع من زواجه حدثت لديه إهلاسات سمعية وبصرية (أشياء تشاهد ولا وجود لها في الواقع) حيث يقول شادي: "نزل نور من السماء على زوجتي بينما كانت تصلي" ومن خلال النور رأى الأنبياء (نوح) و(لوط) و(عيسى) عليهم السلام وكذلك النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم، حيث قال له الرسول: إنك تستطيع أن تنشر الخير، وتشفي الناس، وإن زوجتك التي تلبس الأصفر هي البقرة التي تشابهت على قوم موسى، ويجب ذبحها ليظهر الحق وينتصر).
بهذا الوهم أخذ شادي زوجته إلى حديقة بعيدة عن بيتهما، وهناك ذبحها وأرداها قتيلة.
• ولأننا جميعاً أبناء ثقافات تلغي العقل واستقلال الفرد، وتنحاز للموت والخوف من التفكير أكثر من انحيازها للحياة والعلم والسؤال، فإن نتيجة هذا أن يكون "الوهم" موجوداً في كل بيت، لكن نوعه ومقداره يختلف من شخصٍ لآخر، لكن غالبه - على الأقل في البلدان التي ما زالت تعيش في مستويات متدنية من التعليم والوعي والتمدن - يتراوح ما بين التطرف الديني والسحر والعين والخزعبلات والوساوس.. إلى غير ذلك.
• مهما كانت هذه القصة بشعة وفظيعة ومسيئة لجوهر الإسلام إلا أنه لا فرق بين شادي وبين الذي يعتقد في منامه أنه المهدي المنتظر، أو الذي يفجر نفسه في شارع أو سوق أو مجمع سكني مزدحم بالناس، ولا فرق بينه وبين الذي يضرب فتاة حتى تفارق الحياة ليخرج الجنّ منها، أو الذي يفتي بالقتل وسفك الدماء، ولا فرق بينه وبين الذي يعتدي على أخلاق مجتمعٍ بأسره معتقداً أنه لولاه لامتلأت الشوارع باللقطاء!.
• وفي نفس الموقع كتب الطبيب النفسي "محمد المندل" تحليلاً عميقاً ومهماً لقصة شادي الشعيبي، يقول في أول سطر منها: "كلما ذابت الحدود بين الوهم والمقدّس تعلو درجة اليقينية، لتأخذ الأمور لمنحى المطلق والبعيد عن النسبية التي عادة ما تترك المساحة للآخر، هنا تحديداً تنبت أفكار العنف والتطرف وقد يكون إلغاء الآخر (قتله أو انتهاكه بكل الطرق مهما كانت وحشية) عملاً يكتسي ثوب القداسة وطريقاً مضموناً إلى جنات الخلد.."، وفي آخر سطر يقول: "إننا شعوب في كثير من الأحيان لا زالت تبني مجداً وقداسة على تخوم الأوهام".