وكيل وزارة التعليم للشؤون الدراسية في لقائه ببرنامج «يا هلا» على قناة روتانا الخليجية مع الزميل مفرح الشقيقي يقول مبررا تأخير المقررات الدراسية: «إن تحسين أداء الوزارة لا يأتي في لحظة بل يحتاج إلى زمن».

مقولته هذه تثبت أننا ما زلنا نعاني في إداراتنا ووزاراتنا من غياب نظرية الإدارة بالأهداف، كل إدارة تأتي وكأنها تبدأ من جديد، لا يوجد هدف مشترك، مثل أن تصل المقررات الدراسية في التوقيت المناسب، كل إدارة تأتي وتأتي معها الحلول والتجارب الجديدة التي قد تكون خاضتها الإدارات السابقة وفشلت فيها، ولذلك نجد أن مشكلة تأخير المقررات متكررة منذ بداية هذه الوزارة وحتى الآن، فِي الزمن الذي نتمنى أن تكون مناهج أبنائنا في المدارس على جهاز «آيباد» توزعه الوزارة مجانا لكافة المراحل ويتم تحديث المناهج إلكترونيا، نجدنا ما زلنا نركض في ميدان تصميم الغلاف والطباعة الورقية التقليدية، وتغليف الكتب، وشحنها وتوزيعها وأخطاء الطباعة، ومحاولة معالجتها بتكاليف أخرى.

الغريب في الأمر أن المقررات الجديدة يوجد لكل درس فيها «كود» يتم مسحه إلكترونيا ليفتح صفحة في الموقع على الإنترنت تشرح الدرس بالتفصيل، إذاً ما العائق أمام تحويل المقررات الدراسية إلى الألواح الإلكترونية «الآيباد»، ولمصلحة من يتم استمرار دفع تكاليف طباعة الكتب رغم كل الظروف المناسبة لتحويل المنهج التقليدي إلى منهج إلكتروني.

لدينا رؤية 2030 نسعى جميعا لتحقيقها، نريد أن نتجاوز مرحلة تكرار الأخطاء إلى مرحلة تقييم جودة الأداء، أن يتم تكرار نفس الخطأ كل عام تقريبا ومن نفس الوزارة، يؤكد مفهوم غياب الجودة، وغياب الاستفادة من الأخطاء الماضية، وعقبة للانتقال إلى مرحلة تحقيق أهداف رؤية 2030 التي تنص على إعداد مناهج تعليمية متطورة، فكيف نضمن تحقيق رؤية 2030 الخاصة بالتعليم، ونحن ما زلنا نتعثر في مرحلة تسليم الكتب في الوقت المناسب، وبل يخرج وكيل وزارة التعليم للشؤون المدرسية في برنامج مباشر وشهير ويحاول تصغير هذا الخطأ بدل أن يعلن تحمله المسؤولية بالكامل، وخاصة أن تسليم المقررات في الوقت المناسب يعد من أبجديات عملهم الروتيني الذي من المفترض أن يتم تنفيذه دون أي أخطاء.

صدق غازي القصيبي رحمه الله حينما قال: «محاولة تطبيق أفكار جديدة بواسطة رجال يعتنقون أفكاراً قديمة هي مضيعة للجهد والوقت».