قيادتك السيارة تشبه إدارتك حياتك، انظر إلى الأمام، ركّز على مسارك، لا ضير من النظر عن يمينك وعن يسارك ودربك الخلفي، ولكن كل ذلك لتمضي بسلام إلى وجهتك. لو استمر توجهك للخلف لن تصل إلى غايتك، ولو أفرطت في السرعة ستصل ولكن لن تستمتع بالرحلة، ولو أسرفت في التأمل ربما ستضيع الطريق!

تأمل كلمات البحتري:

نظرت خلسة كما نظر الريــم

، ومادت كما يميد القضيب

يمكنك اختطاف نظرة، الانعطاف قليلا، ولكن احترس، وكن متيقظا فقد يكون «أمن» حياتك وأحلامك في خطر!

هذا يقودنا إلى مبدأ آخر، هل تؤمن أن لحياتك مغزى؟، لو كانت إجابتك نعم، فهذا يعني أن لديك تصورا واضحا من أنت؟ وماذا تريد وأين وجهتك؟ وإن كان ردك لا! فلا أعلم كيف أواسيك، فحالك كما قال «نزار قباني»

وأبقى أنا.. في ضباب الضباب

كأني سؤال بغير جواب

ولكنني سأخبرك بسرّ خطير، الأشخاص الذين يجيدون التنقل بين مسارات الحياة

ومنعطفاتها الوعرة، يشتركون في صفة مهمة، وهي «قوة العقل»!

أعتذر ربما لم تفهم شيئا، قوة العقل تعني أن لديهم القدرة على كسب أنفسهم وغيرهم، وإرضاء ذواتهم ومسايرة الركب.

متمكنين من الحفاظ على الإحساس الإيجابي الذاتي، وتطوير علاقات متينة مع من حولهم، وأيضا لديهم مرونة وشكيمة صمود لا تنتهي.

أتمنى ألا تكون نظرتك إلى نفسك وأنت تسمع عن هؤلاء الراسخين، كقول وحيد خيون:

بعيدونَ جدّاً لا الطيورُ تنالُكمْ

 ولا قدرة ٌ عندي على الطيران

حاول أن تفهم نفسك، لتتعافى بسرعة من أي طريق عسير، كن متعاطفا وحنونا مع نفسك وغيرك.

عندما يكون هناك سوء إدراك أو استيعاب مع أي شخص، استوضح وبادر بحل الخلافات، وتذكر أنك مسؤول فقط عما قلت وليس ما فهمه الآخرون! ولتعلم أن جلّ الفن في حل خطيئة التواصل وليس في الاستطراد لاهيا عن الآخرين!

لا أود أن تقول لي:

«قلبي الرقيق أسأت فهم حنينه

 ونشيد أحلامي وروح قصائدي»

ولتعلم أن قلبك الرؤوف ليس له مكان في بعض المناخات والمناصب، فتوقف عن العبث! وتعلم الحصافة والرزانة.

وتلقَّ دروسا في كيفية الحفاظ على التوازن العاطفي في الأوقات الصعبة، لتدير مشاعرك وتساعد في تنظيم حس الآخرين بحنو وشفقة.

ولتفطن يا نديمي إلى علامات فتور «قوة عقلك»: عندما لا تفهم أي نوع من العواطف يموج في رأسك، وتختل سيطرتك على إخضاع الفؤاد للفطنة و الذكاء.

ولا ترتعب، فقوة عقلك مهارة يمكنك ممارستها واستردادها، كل الذي تفتقر إليه هو مزيد من الوقت، لتحصد ثمار ملاحظاتك، والتي نأمل أن تكون دقيقة ومنهجية، وإذا لم تكن كذلك فإني أتمنى لك مزيدا من هرج الأفكار والمشاعر، لعلك تدرك يوما ما أن الحياة عندما تقسو، لن تحنو وتقدم ليديك قفازا لتحصد أشواكها بغير تأوه ووصب.

ولا تسهُ عن التتلمذ على يد قاطبة الناس، الأفاضل، والنبلاء! ولا تزدري أي نصيحة، وهنا سأتم قولي بمقولة مايكل جوردن، لاعب كرة السلة ذائع الصيت: الفشل أعطاني القوة والألم حفّزني إلى النجاح.