ومثل الكثير منكم استمعت بكل الذهول والدهشة إلى حوار سعد الفقيه مع قناة الحوار، ولا يهمني إن كان الحوار تم قبل يوم أو سنة أو عقد من الزمن، كان اعترافا بالغ الخطورة وهو يصف تفاصيل التنظيم السري، كانت لحظة تحبس الأنفاس، وهو يتحدث عن العهد والوعد الذي قطعه سفر الحوالي على نفسه نحو التنظيم، حين عاهد الفقيه قائلا (الدم الدم والهدم الهدم)، أما ذروة الاعتراف التي تحبس الدم بالفعل فلم تكن بأكثر من اعترافه الجريء حين يقول (كنا ننظر إلى سلمان العودة على أنه خميني السنة).

كنت بصحبة صديق ونحن نشاهد هذه المقابلة على إحدى تطبيقات التواصل الاجتماعي حين سألني ما هو رأيك؟ والجواب التلقائي المباشر أن الخيانة تجري في دم سعد الفقيه، وسيأتي اليوم الذي يخون فيه نفسه، أنا لم أشاهد كل حياتي قدرا من الخيانة بذات المقدار الذي خان فيه سعد الفقيه رفقاء رحلته وعصابة تنظيمه. اعترف عليهم بكل شيء، تفاصيل اللقاءات السرية وأدوار كل فرد من العصابة إلى الحد المخيف الذي لا يمكن تفسيره إلا برغبة الانتقام من كل أفراد ذلك التنظيم، وهم بالمناسبة أقل من أصابع اليدين، وبالطبع نحن استمعنا إلى رواية ثعلب طليق شارد من الخلية ولم نستمع لرأي بقية الثعالب وبالتالي فأنا أكتب عن سعد الفقيه لا عن غيره، هذه العصابة التي لم يستطع أحد أفرادها أن يحفظ سر البقية، كانت تحلم بأن يلتف حولها شعب بأكمله، سعد الفقيه الذي نثر ونشر كل غسيل هذه العصابة بكل هذه القذارة هو نفسه سعد الفقيه الذي اختلف مع الثعلب الشارد الآخر محمد المسعري، بعد عامين من هجرة الفنادق اللندنية، وهما أنفسهما الاثنان اللذان تلاسنا بينهما بكل الاتهامات الواطئة القذرة التي وصلت إلى حد غير مسبوق من الانحطاط والقذف، الخلاصة بضعة أفراد أرادت ذات زمن أن تكون (عصب كف) فإذا بكل أصبع تفضح الأخرى بطريقة تشمئز منها أخلاق العربي المسلم، كل جملة من مقابلة سعد الفقيه في حق العصابة وأفرادها ليست بأكثر من إسقاط سافر للمروءة، أما ما يريده الفقيه من فضح هؤلاء فشيء أكثر من قدرتي على تفسيره.