وزارة العمل قامت بأدوار كبيرة في توطين معظم القطاعات، وأسهمت بشكل فعال في تنمية الأفراد وتهيئتهم لسوق العمل، ومشكورين على هذه الجهود المباركة، ولكن عندما خاضت في توطين المهن الصحية يبدو أنها لا تعرف مع ماذا تتعامل، ودليل ذلك عندما ظهر مدير قطاع التوطين التجاري بوزارة العمل في التلفزيون السعودي على مدى يومين متتاليين وقدم معلومات مجهولة المصدر، وذكر في اللقاء أنه لا توجد جامعة أو معاهد تخرج سعوديين متخصصين في البصريات، لذلك وبناء على هذه المعلومة مجهولة المصدر قررت وزارة العمل تأجيل قرار توطين قطاع البصريات.

واقع ما يحدث مع وزارة العمل في قرارات توطين المهن الصحية هو أنهم استمعوا فقط للتجار في هذه المهن، وضربوا بعرض الحائط جميع الجهود التي تقوم بها هيئة التخصصات الصحية لتنظيم العمل الصحي وكأنها غير موجودة، وضربوا كذلك بأعرق الجامعات في السعودية والتي تخرج أطباء بصريات كجامعة الملك سعود، وما حدث هو مؤشر خطير لاستغلال التجار لهذه المهن الصحية وسيطرتهم عليها، وحتى يعززوا ذلك قد يكونون أطلقوا شائعة بأن السعودية لم تخرج أخصائيي وفنيي البصريات، وأتى حديث مدير قطاع التوطين في وزارة العمل ليؤكد ذلك، وبدأ يصرح بهذه المعلومة المغلوطة في التلفزيون السعودي.

نحن ندعم قرارات وزارة العمل في توطين المهن الصحية، وندعم الاستفادة من المتخصصين في المجال، بالإضافة لخبرة التجار في هذه المهن الصحية، ولكن عندما يؤجلون قرار توطين قطاع البصريات، بحسب تصريحهم، نحتاج لأن نذكر المبررات الصحيحة، وهذا ما ننتظره الآن من وزارة العمل؟