يتميز رمضان المبارك في الشيشان بالارتباط الوثيق بالهوية والاستقلال الديني والتراثي، مختلطا بأسلوب الحياة القوقازي. ولقد كان الاحتفال بالأعياد والمناسبات الدينية، منها رمضان، ممنوعا إبان الحكم السوفييتي، ولكن اليوم أصبح الوضع أفضل بكثير ضمن وضع الشيشان كجمهورية تتمتع بالحكم الذاتي ضمن جمهوريات الاتحاد الروسي.
عوائل الشهداء
تبدأ استعدادات الشيشانيين للشهر الكريم خلال شعبان، وفي الليالي الأخيرة يتم إرسال ممثلين للمجتمع وهيئة الإفتاء إلى قمم الجبال، لاستطلاع هلال رمضان، وبعد ثبوت رؤية الهلال يتم الإعلان عنه لكل الشعب.
وفي صباح اليوم الأول من رمضان يخرج الشيشانيون إلى زيارة المقابر وعوائل الشهداء ويتذكرون بطولات الأجداد ومقاومتهم خلال هذا الشهر، وتخصص ليالي الجمعة لحلقات الذكر التي تقيمها الطرق الصوفية.
الأطباق الوطنية
من عادات العائلات الشيشانية الإفطار في مجموعات، فمن النادر أن تفطر الأسرة وحدها، بل إنها تدعو أسرة أخرى، أو تكون مدعوّة من الآخرين.
ويشتهر المطبخ الشيشاني بأنه واحد من أقدم المطابخ في القوقاز، وتفضل العائلات طهو الأطباق الوطنية التقليدية، لأنها صحية أكثر، كما يعرف أهل الشيشان بالكرم خلال تحضير الأطباق، فهناك مثل شيشاني يقول «إذا طهوت لثلاثة أشخاص يجب أن يشبع الرابع أيضا».
خينغالش وشيبالغاش
تتسم الأطعمة الشيشانية بأنها معتدلة وليست حارة، وتعتمد بشكل كبير على الدقيق، وفي رمضان تشمل غالب الأطعمة اللحوم، ومن أشهر المأكولات «غالناش» وهو دقيق الذرة الممزوج بالسمن والعسل، وخينغالش وشيبالغاش وهو طبق من الدقيق المحشو باليقطين أو الجبن.
ويُسمى كثير من الأطفال المولودين خلال هذا الشهر المبارك بـ«رمضان» بالنسبة للذكر، و«مرحى» للأنثى، ويعدّان أجمل الأسماء لدى الشيشانيين.