أثناء لقاء ولي العهد محمد بن سلمان في برنامج 60 دقيقة سألته المذيعة: هل يمكن لأي شيء أن يوقفك؟ أجابها بكل ثقة: «الموت فقط».

منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية، وهو يفاجأ العالم بحزمة من الإصلاحات، كافح إرهاب إيران وقطر، جفف منابع قوتهم، قاد الرأي العالمي ضد إيران، قاطع قطر كوأد لسياستها التدميرية، كافح الفساد في الداخل، رفع مستوى الاقتصاد الوطني، بادر لافتتاح مشاريع مستقبلية عظيمة، وقاد الكثير من التغييرات في تمكين المرأة من حقوقها، وطرح رؤية المملكة 2030، حتى أصبحت صورته في الخارج كمؤسس جديد للدولة السعودية، كل هذا أزعج الأعداء، وجعلهم يحتارون كيف يستطيعون تشويه كل ما فعله محمد بن سلمان، استمراره وتفوقه عليهم أرّقا منامهم، وأثارا حقدهم الدفين، فكان التخطيط الكبير ليوم 2 أكتوبر الذي بدأت فيه قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي، ما إن بدأت القضية حتى استغل إعلام قطر والإعلام التركي الحدث لتشويه سمعة السعودية، ومارسوا كل الأدوات للوصول إلى أكبر قدر ممكن من إيذاء قيادة وشعب السعودية، رغم أن جمال خاشقجي إعلامي سعودي وله شهرته، إلا أن تصعيدهم للأمر ليس بهدف البحث عن الحقيقة، وإلا لكان الصبر من أجل انتهاء التحقيقات هو سياستهم، لكن جعلوا من قصته حدثا عالميا بهدف توجيه الاتهام نحو العاصمة الرياض، اختلقوا القصص بأنه تم القبض عليه ونقله إلى الرياض، ومن ثم اتهموا الرياض بأنهم اغتالوا مواطنهم رغم أن التاريخ السعودي لم يسجل أي ممارسات دنيئة كالاغتيال، بل سجلها التاريخ لحكومة قطر وحكومة إيران اللتين مارستا الاغتيالات وخططتا لها وهي صفة أساسية لسياستهما في الداخل والخارج ومع كل من يقف بالمرصاد لعملياتهما الإرهابية التي دمرت الكثير في الشرق الأوسط، وأثارت الكثير من الفوضى في العالم العربي وحتى في القارة الأوروبية وأميركا.

الغريب في الأمر أنه بالتزامن مع اختفاء جمال خاشقجي في تركيا، اختفي أيضا رئيس منظمة الشرطة الجنائية الدولية، ولكن الإعلام المسعور ركز فقط على السعودي جمال خاشقجي لكسب أكبر ضرر لسمعة السعودية في الخارج.

يقول الباحث في مجال الاتصال والإعلام الأستاذ غازي العمري قي ورقة علمية مختصرة بأن وكالة الأناضول طبقت نظرية التوازن المعرفي: «لتغيير المعلومات لدى الجماهير يجب أن توجه لهم معلومات متناقضة كي تحدث بلبلة لديهم، ثم توجه إليهم المعلومات المراد توجيهها».

وهذا هو ما فعلته وكالة الأناضول عبر حسابها في تويتر التي غردت بأكثر من 140 تغريدة خلال الأيام العشرة الأولى.

وهذا ما فعلته أيضا قناة الجزيرة القطرية التي جندت كل إمكاناتها لاستغلال قضية مواطن سعودي، بينما تجاهلت قضية أهم وهي قضية اختفاء رئيس منظمة الشرطة الدولية.

ولكن مهما كانت نتائج التحقيقات فإني مثلي مثل كل مواطن سعودي، مؤمن بأن مسيرة الإصلاحات في السعودية ستستمر بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، والتنمية في تزايد والاقتصاد نحو الرخاء، والأمن يعم بلدنا رغما عن أنف الحاقدين الذين يزدادون خسائر بعد كل لحظة يعتقدون أنهم يستطيعون أن ينالوا منا فيها.