تمثل الرياضة عاملا مهما لإطالة عمر الإنسان والبقاء بصحة وحيوية لفترات طويلة دون مراجعة طبيب، أو المداومة على العلاج، وقد تتحول ممارسة الرياضة إلى شغف ببناء جسم رياضي متسق، وذلك شغف محمود ولا يتم إلا منذ الصغر وبإنفاق ساعات طوال في الصالات الرياضية، وممارسة العادات الغذائية الصحيحة، وترك السهر والتدخين.

ما يقلقني فعلا هم (الرياضيون الكسالى) الباحثون عن منصات التتويج الذين يريدون بناء أجسام قوية وجميلة ومتكاملة، ولكن بأسرع وسيلة، ولا يطيقون صبرا بالتدرج في بناء أجسامهم وعضلاتهم، فيبدؤون باللجوء إلى وسائل أخرى مثل العقاقير والهرمونات لتحقيق هدفهم سريعا على حساب خسران الكثير من صحتهم مستقبلا، واستخدام المنشطات ظاهرة قديمة ضاربة بالتاريخ، حيث اشتهر الرومان بإعطاء المنشطات لخيولهم لتزداد سرعتها، وقد اشتهر المتسابقون الرياضيون بتعاطي المنشطات والهرمونات لتحقيق أرقام قياسية بالمسابقات الدولية، ولا ينسى التاريخ وفاة متسابق الدراجات البريطاني (آرثر لينتون) بعد استخدامه جرعة زائدة من المنشطات أثناء سباق بوردو باريس عام 1896، وبالقرن اللاحق انكشفت مئات الفضائح بالدورات الأولمبية، خاصة بعد تثبيت فحص المنشطات الإلزامي بالمسابقات الدولية، ومن أشهر الفضائح المعاصرة أسطورة الدراجات السابق لانس آرمسترونج، الذي اعتزل في عام 2005 بعد أن أحرز رقما قياسيا بالفوز 7 مرات في دورة فرنسا الدولية لسباق الدراجات، ولكن مع عام 2012 جردته الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات (أوسادا) من ألقابه السبعة التي أحرزها في دورة فرنسا بعد اتهامه بتعاطي المنشطات.

هناك مبررات يختلقها الرياضيون لاستخدام المنشطات والهرمونات، ومنها ما يؤخذ لزيادة الوزن، ومنها ما يؤخذ لتحسين الأداء الرياضي وزيادة حجم العضلات، ومن أشهر الهرمونات المستخدمة هرمون النمو، وهرمون التستيستيرون (الذكورة)، ويذكر أن هرمون النمو يعمل على تفكيك الدهون في الجسم ويحولها إلى عضلة، وبالتالي ينتج عنها جسم ضخم وعضلي، ولكنها تكون عضلات واهية وضعيفة، وكما يقول المثل الشعبي (من برة الله الله ومن جوة يعلم الله)، وبالتالي يحتاج الرياضي إلى استخدام هرمون (الذكورة)، حيث يساعد على تكوين البروتين، ويسمح بتخزينه في العضلات بكميات كبيرة، مما يؤدى إلى تكوين العضلات في وقت أقل من المعتاد.

طبيا من أخطر الأعراض الجانبية والمضاعفات لاستخدام هرمون (الذكورة):

1 - ارتفاع نسبة هرمون التستوستيرون في الدم، مما يؤدي لتراجع إنتاج هرمون التستوستيرون في الخصيتين، وبالتالي توقف إنتاج الحيوانات المنوية، مما يؤدي للإصابة بالعقم.

2 - تضخم الثديين وهي ظاهرة ملحوظة عند مستخدمي الهرمونات.

3 - تضخم العضلات مما يزيد الضغط على العمود الفقري وعظام الجسم عموما.

4 - تأثر عضلة القلب، أما الآثار الإجمالية لاستخدام المكملات الأخرى والمنشطات فتتدرج من أعراض كالاكتئاب وتساقط الشعر وظهور حب الشباب، وزيادة العدوانية بسبب ارتفاع هرمونات الذكورة والقلق والأرق، أما هرمون النمو الذي قد يستخدم لأغراض علاجية لبعض الأمراض، ولكن استخدامه دون إشراف طبي قد يؤدي إلى:

- مرض السكري.

- تضخم أعضاء مثل القلب والكبد والكليتين.

- تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.

من الرائع حقا بناء جسم رياضي متناسق، وذلك بدلا من (كرش) متهدل (يسوء) الناظرين، وليت الهدف يكون عمرا أطول وصحة دائمة، وليس من أجل (الاستعراض) أو تحقيق مكاسب مؤقتة، فنظرية (الغاية تبرر الوسيلة) قد تكون قاتلة باستخدام هرمونات ومنشطات قد تفقدك آدميتك، وتصبح مثل حصان يجري من أجل الفوز بسباق.