يعلم الجميع أن وزارة التعليم، تضم قطاعات كثيرة، كانت سابقا وزارات وهيئات مستقلة، وبالتالي فوزيرها الدكتور أحمد العيسى -وفقه الله- يقوم بمهام كبيرة، وحمل ثقيل، ولهذا يسعى إلى التطوير واستشراف المستقبل بهدوء وحكمة، ويحرص على الاستماع إلى الاقتراحات والآراء من الميدان، ويود لو أسعفه الوقت للتواصل مع منسوبي الوزارة في جميع المناطق بصورة أكبر مما هو واقع الآن، كما بيّن ذلك في لقائه الإعلامي مع المديفر.

وما دام أن معاليه يتقبل الاقتراحات بصدر رحب، ووضع في الوزارة جهة تعنى بالاطلاع لما يُكتَب في الإعلام، فإني أقترح أن تُضمّن مناهج الجامعات، لا سيما أقسام الإدارة والسياسة، والشريعة، كتاب (المجالس المفتوحة والمفهوم الإسلامي للحكم في سياسة المملكة العربية السعودية) للأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير القصيم، وفقه الله، فهو كتاب قيّم، جمع بين الأصالة والمعاصرة، وفي نظري أن طلاب الجامعات أحوج ما يكونون للاطلاع عليه، لما يحويه من معلومات مهمة، عن سياسة بلادنا ونظام حكمها، وموروثها الحضاري العريق، وقد تضمن الكتاب دراسات مسحية تستطلع الآراء، بالإضافة إلى مقابلات مهمة مع أساتذة غربيين، إلا أن المقابلة الأكثر تأثيرا في نتائج الدراسة تلك المقابلة التي أجراها المؤلف مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وفقه الله، كما تضمن الكتاب بيان الخلفية التاريخية والطبيعية الجغرافية للمملكة العربية السعودية، والأسس الدينية والحضارية للدولة الإسلامية، ومقارنات دولية تحليلية بين النظام السياسي للمملكة والأنظمة السياسية لبعض الدول الغربية، وشرحا كافيا عن المجالس المفتوحة ووظائفها وإجراءاتها، ثم استنتاجات وتطلعات، وقد ختم المؤلف كتابه البالغ 251 صفحة بعدة ملاحق، أحدها في تعاميم ولاة الأمر بفتح أبواب المسؤولين للمواطنين، والثاني: في نظام مجلس الشورى ومواده ولوائحه الداخلية، ثم ملحق ثالث في الاستبانات، ثم ملحق رابع في نظام المناطق الإدارية ومواده، ثم ملحق خامس في النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية، ثم ملحق سادس في نظام مجلس الوزراء.

وقد جاء في تقديم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للكتاب ما يلي: (... هذا الكتاب «المجالس المفتوحة والمفهوم الإسلامي للحكم في سياسة المملكة العربية السعودية» لابننا فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود يتناول بالتعليل والتحليل ماهية المجالس المفتوحة في المملكة، باعتبارها صورة صادقة للتلاحم بين الشعب وقادته، وسنة حميدة يحرص عليها الراعي، ويحتاج إليها الرعية، فالمجالس المفتوحة مضمار متعقل متزن لتبادل الآراء من أجل خدمة ديننا، ونهضة بلدنا، والمحافظة على استقراره وأمنه..).

وبعد كلمة خادم الحرمين الشريفين، لا كلمة لي، أسأل الله أن يحفظ على هذه البلاد عقيدتها وأمنها وقيادتها وشعبها.